تسببت صعقة كهربائية في فقدان الطفل يزيد أدغار، صاحب ال12 ربيعا، كلتا يديه، في حادثة تعرض لها بحي طازارات المتواجد ببلدية أزفون في ولاية تيزي وزو، بعدما خرج للعب مع أصدقائه كعادته، إلا أنه لم يتمكن من العودة بعدما تم إسعافه من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى الولاية، لينقل بعدها نحو مصلحة الاستعجالات للعيادة المركزية المتخصصة في الحروق بباستور. أبدى الطفل يزيد تمنياته لو يرجع به الزمن إلى وقت ما قبل الحادثة التي حولته إلى معاق، ليتخلص من الكابوس الذي أصبح يراوده بعد فقدانه كلتا يديه، ويلتحق كعادته بالمتوسطة لتلقي الدروس إلى جانب رفاقه. وبنبرة حزينة أكد لنا الوالد إبراهيم، أن ابنه لن يجد ما يعوض عليه فقدانه لذراعيه في هذه المرحلة التي تعتبر جد حساسة، إلا أنه يجتهد في توفير الراحة النفسية له وتفادي أي اضطراب من شأنه أن يضر بحالة ابنه. وعن تفاصيل وقوع الحادث، أكد الوالد أن ابنه خرج في حدود الساعة الثانية ظهرا للعب مع أصدقائه كعادته، وأخذ معه صنارة صيد الأسماك ليلعب بها، إلا أنه وخلال قيامه بالتلويح بصنارته التي لا يتعدى طولها المترين، التصقت الأخيرة بخيوط الأعمدة الكهربائية المتواجدة بالحي، ما تسبب في نقل الشرارة الكهربائية إلى أيدي يزيد الذي بقي عالقا إلى حين تلقيه المساعدة من طرف سكان الحي، وهو الحادث الذي شرعت مصالح الدرك الوطني إثره في تحقيقات ميدانية للتعرف على سبب الحادث، خاصة أن السكان طالما اشتكوا، وفق الوالد، من الأعمدة الكهربائية التي أنجزت منخفضة عن المستوى المطلوب. ورغم ما بدا على يزيد من هدوء، إلا أنه لايزال متأثرا بالحادث الذي وقع له قبل 3 أشهر، حيث رفض التقاط أي صورة له لأنه لا يريد لأبناء حيه وزملائه في الدراسة رؤيته. وأكد لنا الوالد إبراهيم أن الحالة النفسية لابنه تدهورت بعد الحادث الذي وقع قبل عيد الأضحى المبارك بأسبوع واحد، وهو ما يتطلب المزيد من الوقت لترميم جرحه وتعويده على الحالة الجديدة التي وجد نفسها فيها، بعد بتر يديه، على خلفية الحروق الخطيرة التي تعرض لها، مشيرا إلى أنه لم يتمكن، لحد الساعة، من رؤية يدي ابنه والاضطلاع على حالته، نظرا لوضعيته النفسية المتعبة، وتأثره البالغ بالحادث. وقال ابراهيم إن ابنه في هذه المرحلة بحاجة ماسة إلى المساعدة للحصول على أطراف اصطناعية، حيث أكد الأطباء المشرفون على حالته أن بإمكانه تركيب يدين اصطناعيتين بعد شهرين من مغادرته العيادة، الأمر الذي يمكنه من العودة إلى المدرسة، خاصة أنه تلميذ مجتهد ومثابر.