هل سقوط كل من أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم من ''السُلّم'' يعني عدم ترشحهما لرئاسيات 2014؟ نظريا، لا يبدو ذلك في ظل واقع التجربة السياسية في الجزائر دائما، فكيف يكون العرس الانتخابي المقبل عرسا إذا لم يشارك فيه أويحيى وبلخادم، والجميع يعلم أنه جرى ''تسمينهما'' سياسيا لهذا الغرض. ''سي عبد العزيز اللي ما يحبش الزقى عند راس الخيمة'' أذاق المرّ فعلا لأحمد أويحيى هذه المرة، ويقول البعض إن بوتفليقة ربما كان ينتظر هذه اللحظة منذ ست سنوات على الأقل. ولمن لا يتذكر، ما عليه سوى استعادة شريط الذكريات الحزينة: فعندما مرض بوتفليقة نهاية سنة 2005 ونقل على عجل إلى باريس، أخطأ أويحيى في تعاطيه مع الحدث، ودار حديث وقتها عن تحضير نفسه لخلافة بوتفليقة. هذا الأمر بلغ مسامع الرئيس وهو على فراش المرض في مستشفى ''فال دوغراس'' الفرنسي، وأول شيء قام به بعد عودته هو الترتيب لتنحيته من رئاسة الحكومة وتعويضه بعبد العزيز بلخادم صيف 2006. الآن، وبعد 6 سنوات من هذه الحادثة، ها هو بوتفليقة يخرج منتصرا على أويحيى رغم المرض، لكن السؤال يبقى معلقا إلى حين لنعرف هوية المنتصر عام 2014. ومهما كانت الأحوال، يظل الشارع ينظر بإنصاف إلى حقائق تكاد تكون ثابتة ولا تحتاج إلى ''تفلسيف''، منها أن بوتفليقة رغم كونه محبوبا شعبيا إلا أنه مريض، وهذا يعيق أكثر مما يُعين أي حاكم حتى ولو كان أحكم الحكماء. ومن حقائق الشارع أيضا أن أويحيى مكروه شعبيا سواء من عامة الشعب أو من النخبة، لكنه رجل متمرس على السياسة ولديه حظوظ ليكون رئيس الجزائر. أما بالنسبة لعبد العزيز بلخادم، فهو فعلا مثير للجدل، ورحيله عن قيادة جبهة التحرير الوطني، قريبا، لا يقلل من توقعات البعض بشأن حظوظه القوية، فهو كان لسنوات ممثلا شخصيا للرئيس، ولا يوجد ما يوحي بأن بوتفليقة تخلى عنه بسبب طموحاته لعام 2014. وفي خضم كل هذا الجدل الذي فجرته استقالة أحمد أويحيى من قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، لابد من الانتباه إلى دور محوري يقوم به رجل في الكواليس اسمه عبد المالك سلال، فهو وإن كان صاحب نكتة، فإنه صاحب نفوذ وتلتقي عنده كثير من ''وديان'' السياسة في الجزائر.