أكد سفير الولاياتالمتحدة الأميركية بصنعاء جيرالد فايرستاين، أن بلاده تدعم وتشجع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، على إصدار قرارات تسهم في تهيئة الأجواء لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وأكد السفير فايرستاين، في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء، على ضرورة إطلاق الحوار الوطني الشامل سريعا من أجل المضي بخطوات مهمة لاستكمال الحوار وإجراءات إعداد وإقرار مشروع الدستور الجديد في الصيف القادم، موضحا أن بلاده وبقية الدول العشر الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية تعمل على تأسيس "نظم دعم" لمؤتمر الحوار.ولفت إلى أن العام الجاري سيكون في غاية الأهمية بالنسبة لتنفيذ (اتفاق) المبادرة الخليجية، الذي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011، مؤكدا التزام رعاة المبادرة الخليجية بالعمل على الإيفاء بما التزموا به للشعب اليمني في سبيل إنجاح العملية السياسية الانتقالية وصولا إلى تشكيل الحكومة الجديدة في 2014.وأعتبر السفير الأمريكي مؤتمر الحوار الوطني الشامل "فرصة" لجميع الأطراف اليمنية، بما فيها المعارضة بالخارج، للتوافق على مستقبل البلاد وبناء يمن جديد.وشدد على ضرورة إيفاء حكومة الوفاق بالتزاماتها أمام المانحين الدوليين في اجتماعي الرياض ونيويورك العام الماضي، مشيرا إلى أن الحكومة تتحمل أيضا مسؤولية ضبط المخربين الذين يستهدفون أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء وتطبيق القوانين عليهم.وعبر السفير فايرستاين عن القلق من الوضع الأمني والاغتيالات التي وقعت العام الماضي خصوصا داخل العاصمة صنعاء.وفي حين أكد تواصل الجهود لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بإشراف دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة.. عبر عن التطلع إلى البدء في المرحلة الثانية من عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة خلال الأسابيع القادمة.وأوضح أن المرحلة الثانية تتضمن إعادة توزيع ألوية الجيش على المناطق العسكرية السبع، وفقا للقرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، في 19 ديسمبر الماضي. مؤكدا أن رعاة المبادرة الخليجية ليس لهم دور فيما يتعلق بتعيين قادة المناطق العسكرية.وعبر السفير الأمريكي عن قلق بلاده إزاء تنامي النشاط الإيراني في اليمن"، متهما إيران بالعمل على زعزعة الوضع في اليمن والمنطقة.وقال:" هناك براهين تثبت دعم الإيرانيين لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي"، الذي يتبنى الدعوات الانفصالية في جنوب اليمن.وأضاف:"نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، يسكن في بيروت ويتسلم دعما ماليا من الحكومة الإيرانية، وليس لدينا شك بأنه مسؤول عن جهود لإفشال المبادرة الخليجية من خلال دعم الاحتجاجات الانفصالية".وعبر السفير فايرستاين عن قلق بلاده إزاء تنفيذ الحوثيين السياسة الإيرانية وأن يكونوا وكلاء لإيران في اليمن. وقال:" إن الطريق الصحيح أمام الحوثيين يكمن في انخراطهم في الحوار الوطني الشامل".وبشأن ما تناولته بعض وسائل الإعلام مؤخرا من أنباء حول قرب مغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح البلاد لاستكمال العلاج، قال السفير الأميركي:" القرار "يعود للرئيس السابق نفسه"، مضيفا:" ليس بإمكان أي شخص أن يطرد صالح من وطنه اليمن".وكشف السفير فايرستاين أن المملكة العربية السعودية أبلغت صالح بموافقتها استضافته لاستكمال العلاج، مشيرا في الوقت ذاته أن "المرحلة الانتقالية ليس لها علاقة ب"علي عبدالله صالح"، وأنه ليس هناك أي دور يلعبه صالح في صنع مستقبل اليمن".وأضاف:" أيام صالح لقيادة اليمن انتهت، ونأمل في أن يُظهر الرئيس السابق الحكمة تجاه الفرصة التي مُنحت له للخروج الآمن من السلطة عبر الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير من العام الماضي". معبرا في ذات الإطار عن الأمل في أن يتخذ حزب المؤتمر الشعبي العام قرارات، تؤكد بأنه حزبا لمستقبل اليمن وليس حزبا للماضي.وتطرق السفير فايرستاين إلى العلاقات الأميركية اليمنية. مؤكدا أنها شهدت مزيدا من التحسن منذ انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية في 21 فبراير من العام الماضي، وأصبحت أكثر ثباتا.ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة تدعم اليمن في حربها ضد الإرهاب، خصوصا في ظل استمرار تهديدات العناصر الإرهابية لليمن والمنطقة والعالم.وقال:" نحن نعمل مع الحكومة اليمنية على تقديم الردود المناسبة، ونتخذ جميع الخطوات لضمان عدم سقوط أي مدنيين".