رأى الرئيس المدير العام الأسبق لمجمع سوناطراك، عبد المجيد عطار، أن أحداث عين أمناس، لن يكون لها تبعات على إنتاج وتصدير الغاز الجزائري. وتوقّع أن تتردد الشركات البترولية في العمل في المنطقة في فترة محددة لتقييم الظروف والوسائل الضرورية للعودة إلى النشاط. أكد عطار في رده على أسئلة ''الخبر''، أن الأحداث التي وقعت في تقنتورين، لن يكون لها تبعات على إنتاج وتصدير الغاز الجزائري، على اعتبار أن إنتاج المصنع المتواجد في المنطقة لا يمثل إلا 6 ملايير متر مكعب سنويا. واعتبر المتحدث أن ''بريتيش بتروليوم'' وسوناطراك سيتخذان الإجراءات الضرورية لإعادة تشغيل المصنع بعد انتهاء الأزمة. فلن يتم توقيف عمل تجهيزات مثل تلك المتواجدة في مصنع الغاز بعين أمناس، لأن هذا الإجراء سيخلّف خسائر كبيرة بالنسبة لجميع الأطراف حسب تحليل عطار. ونوّه المتحدث بتصرف تقنيي المصنع المتمثل في توقيفهم الفوري للتجهيزات تجنبا لخطر الانفجار. وهذا يعني، حسب محدثنا، أن أيا كان عمل الإرهابيين، فإن الخسائر التقنية ستكون صغيرة ويمكن إصلاحها بسرعة. وبخصوص مخاوف تراجع الاستثمار في القطاع بعد العملية الإرهابية، قال الرئيس الأسبق لسوناطراك ''إنه كلما كانت آفاق لاكتشافات الغاز والبترول في الجزائر سيكون دائما شركاء فيها، لأن المخاطر الأمنية هي متغير واحد فقط من بين مجموعة من المتغيرات التي تجعل البلد مستقطبا للاستثمارات''. لكن الخبير في مجال الطاقة أكد ''أنه من الطبيعي أن تكون مرحلة تردد ستتبع هذا الحدث الرهيب وهذا كمدة تمكّن كل طرف من تقييم الظروف الأمنية والوسائل الضرورية للتواجد في عين المكان''. مضيفا أن هذه الظروف والوسائل تمثل مشكل تكلفة إضافية سيتم التكفل بأعبائها. وذكر عطار أن الأوضاع في سنوات التسعينيات كانت أخطر من الحاضر، وهذا لم يمنع حوالي 40 شريكا من القدوم إلى الجزائر ومضاعفة النشاط البترولي مع تحقيق نتائج جد إيجابية. وأضاف أنه رغم خطورة ما حدث، فإن الأمر يتعلق بوضعية استثنائية لم تحدث منذ سنة 1990، وأن كل المواقع البترولية مؤمّنة من الداخل بامتياز، مما سمح بطمأنة المتعاملين إلى غاية اليوم. لكنه شدد على أن الظروف اليوم على مستوى الحدود الجزائرية ليست نفسها، مما يتطلّب إقامة إجراءات وتدابير استعجاليه.