عادت، مجدّدا، إلى الثانويات ظاهرة خروج التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بتحديد عتبة الدروس، حيث عرفت مختلف المؤسسات التربوية مقاطعة تلاميذ الأقسام النهائية الدراسة ورفضوا الالتحاق بمقاعدهم بالأقسام في عدة ولايات، إلى غاية استجابة وزارة التربية إلى مطلبهم الذي وصفوه ب''المشروع''. في المقابل، أفادت الوصاية أنّ الدروس تسير بوتيرة عادية ولا يستدعي الأمر الحديث عن العتبة، لاسيما بعد تدارك الدروس المتأخرة بفعل انتداب الأساتذة والمعلمين للانتخابات المحلية يوم 29 نوفمبر الماضي. قاطع، أمس، طلبة الأقسام النهائية بثانوية بشير بسكري بمدينة سيدي عقبة ببسكرة مقاعد الدراسة وشنّوا وقفة احتجاجية للمطالبة بتحديد عتبة الدروس. وتساءل عدد من التلاميذ في حديثهم ل''الخبر''، عن الأسباب التي دفعت الوزارة لتتأخر في تحديد العتبة مثلما جرت عليه العادة في السنوات الماضية. من جهتهم، نظّم تلاميذ الأقسام النهائية بعنابة، مسيرة للمطالبة بتحديد عتبة الدروس، حيث انطلق المحتجون من ثانوية زيغود يوسف بحي الصفصاف، مرورا بثانوية المقاومة بالجسر الأبيض إلى غاية مديرية التربية. وقد انضم لهذه المسيرة تلاميذ كل من الثانوية التقنية وثانوية القديس أوغستين، في حين استقبل مسؤولون بالمديرية فوجا من هؤلاء التلاميذ، الذين قدموا مطلبهم لتبليغه إلى الوصاية. وذات الوضع في ولاية المدية، حيث قاطع أمس طلبة المرحلة النهائية للتعليم الثانوي على مستوى سبع مؤسسات فقط، الدراسة، من مجموع 47 ثانوية موزعة عبر بلديات الولاية، حسب ما أفادت به المكلّفة بالإعلام على مستوى مديرية التربية. نفس الوضع شهدته ولاية باتنة، حيث خرج العشرات من الثانويين للمطالبة بتحديد دروس العتبة، مثلما جرت العادة. وكان العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية في مختلف ثانويات الولاية ببرج بوعريريج، قد نظمّوا لليوم الثاني على التوالي مسيرة، جابوا خلالها الشوارع الرئيسية، مرددين شعارات تطالب بتحديد العتبة، والتخفيف من البرامج، لتنتهي في مقر مديرية التربية، حيث استقبلهم مدير التربية في مدرج، واستمع إلى مطالبهم، وحاول مدير التربية إقناع التلاميذ المحتجين بأن الوزارة ستأخذ نسبة إنجاز البرنامج الدراسي في الحسبان عند صياغة الأسئلة. كما جدد تلاميذ ثانوية بوراس عبد الرحمان ببلدية حامة بوزيان في قسنطينة، احتجاجهم لتحديد عتبة دروس الأقسام النهائية قبل امتحان شهادة البكالوريا، بالاعتصام أمام البوابة الرئيسية والامتناع عن الدراسة. وسبق أن نظم ذات التلاميذ، الخميس الماضي، مسيرة انطلقت من أمام المؤسسة إلى غاية متقنة حسن بورفع، محاولين كسب دعم من قبل نظرائهم في الأقسام النهائية، حيث سجلت فيها تجاوزات بكسر البعض من زجاج النوافذ، فيما احتج خلال 15 يوما الماضية، العشرات من التلاميذ أمام مديرية التربية للولاية للضغط على وزارة التربية. من جهته، أفاد مصدر من وزارة التربية ل''الخبر''، أن عتبة الدروس كان يتم اللجوء إليها نظرا لاضطراب خلال الموسم الدراسي لاسيما خلال الفصل الأول، أما حاليا، فالحديث عنها أمر لا جدوى منه، على اعتبار الاستقرار المسجّل، في ظل استدراك الدروس الضائعة بسبب الانتخابات المحلية ل29 نوفمبر الماضي.