أجهضت قوات الأمن، أمس، مسيرة واعتصام مترشحي البكالوريا بعدة ثانويات بالجزائر العاصمة، ومنعتهم من الوصول إلى مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرويسو، بعد دخولهم في إضراب من أجل المطالبة بتحديد عتبة الدروس. وأوقفت نفس المصالح عشرين تلميذا وأطلقت سراحهم فيما بعد، حيث وصفتهم بالمحرضين على الفوضى. طوقت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى كل من ثانويات ''البيروني'' و''بهية حيدور'' و''شريف صباحي'' و''رابح بيطاط'' وغيرها، لمنع حشود تلاميذ الأقسام النهائية من الخروج في مسيرة دعوا إليها، لمواصلة الإضراب والاحتجاج الذي يدخل يومه السابع، للمطالبة بتحديد عتبة الدروس ومنحهم الوقت الكافي لطرح انشغالاتهم بخصوص حشو الدروس من طرف الأساتذة. وأفاد عدد من التلاميذ ل''الخبر'' بأنه تم توقيف عدد من زملائهم، وصل قرابة العشرين، بعد أن أصروا على التوجه نحو مقر ملحقة وزارة التربية بالرويسو، ليتم بعدها إخلاء سبيلهم. وهتف المحتجون قائلين: ''نريد تحديد العتبة فورا'' و''لا نريد حصص الإملاء''. ولم تتمكن ''الخبر'' من تأكيد رقم الموقوفين على مستوى مصالح الأمن. وقال تلميذ من ثانوية ''بهية حيدور'' بعين النعجة: ''في الاجتماع الأخير لم نتوصل إلى أي قرار نهائي، ونحن نصر على تحديد العتبة اليوم قبل الغد''. وأضاف آخرون، تمكنوا من الوصول إلى مقر ملحقة الوزارة ولم يتجاوز عددهم العشرات، في عين المكان: ''نحن جمعنا الفايسبوك على مطالب موحدة مشروعة، ولكن الأمن تصدى لنا هذه المرة''. أما تلميذة من ثانوية ''رابح بيطاط'' فتقول: ''نحن نقول لوزير التربية الوطنية بأن تحديد العتبة من حقنا''. ويعتبر المحتجون بأن تكتلهم الذي تم تأسيسه على موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك'' يضم تلاميذ من وهران وقسنطينة وعدة ولايات أخرى، للتحضير لاحتجاجات موحدة للضغط على الوزارة والتخفيف عنهم، خصوصا أنهم تعبوا مما أصبح يعرف بحصص ''الإملاء'' بدل ''الفهم والاستيعاب''. من جهته، أوضح رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، بأن ''الاجتماعات التي نخوضها منذ أيام لم نتوصل فيها إلى أي نتيجة مع وزارة التربية الوطنية''. وأضاف: ''نحن نصر على ضرورة فتح باب الحوار، لأن مصير البكالوريا معلق بمدى الاستجابة للمطالب''. مسيرة في شوارع بومرداس وفي بومرداس، احتج العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية لثانويات مدينتي بودواو وبومرداس، صباح أمس، ونظموا مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة، انتهت بالاعتصام أمام مقر مديرية التربية للولاية، وطالبوا الوزارة الوصية بالتكفل بجملة من المطالب، على رأسها تحديد عتبة للدروس ومراجعة تاريخ إجراء امتحان البكالوريا، كما نددوا بتصرفات بعض الأساتذة الذين يسابقون الزمن لإتمام البرامج الدراسية، ما أثر سلبا على قدرة الاستيعاب.