قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده ''لم تقترح رسميا على فرنسا مساعدتها لنقل الجنود باتجاه مالي''، مثلما صرح به وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس. وكشف لافروف، في تفنيده الادعاءات الفرنسية، بموافقة روسيا على نقل جنود فرنسيين إلى مالي، أنه ''تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، يطلب فيها إن كانت هناك إمكانية لتقديم خدمات نقل، وقد رددت عليه بأن الشركات الروسية الخاصة مثل ''فولفا دنيبر'' وشركة ''إير بريج كارغو'' و''سكول''، لها عقود كثيرة، من بينها مع وزارة الدفاع الفرنسية ووزارات الداخلية لمختلف الدول الإفريقية''، مشيرا في هذا الصدد بأن ''القرار يعود إلى هذه الشركات الخاصة التي لديها مشاريع تجارية، ونحن لم نتطرق إلى أكثر من هذا فيما يخص مسألة النقل''. وتأتي تصريحات لافروف ردا مباشرا على تصريح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الذي أعلن أن روسيا اقترحت نقل وحدات عسكرية ومعدات فرنسية إلى مالي، حيث تشن باريس حربا بطلب من باماكو. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه بمجرد صدور تصريحات فابيوس في وسائل الإعلام ''اعتذر أصدقاؤنا الفرنسيون وأبلغونا بأنه تحريف إعلامي لتصريحات فابيوس''. في ذات السياق، أعربت موسكو، على لسان لافروف، ''قلقها إزاء عدم استقرار الوضع في منطقة الساحل''، مستطردا بأن ''عدم الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا أدى إلى انفلات الوضع في الساحل، وأن الذين يحاربون في مالي، فرنسا والأفارقة، هم أولئك الذين أسقطوا نظام معمر القذافي، وقاموا بتسليح تلك العناصر لإسقاط القذافي''. وأعرب لافروف، في ندوته الصحفية، عن أمله ''في عودة الاستقرار إلى مالي وأن تنشر الدول الإفريقية وحداتها العسكرية مثلما وافق عليها مجلس الأمن''. وأبرز وزير الخارجية رفضه تحطيم الدولة أو صعود الإسلاميين الراديكاليين إلى الحكم. من جانب آخر، نقلت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية، عن مصادر محايدة، أن باريس تفاجأت للطريقة التي تعاملت بها واشنطن مع طلب باريس بخصوص المساعدة اللوجيستية الجوية. وذكر نفس المصدر أنه ''حتى وإن وافقوا من حيث المبدأ على هذا الدعم اللوجيستي، فإن واشنطن لا تزال غير متسرعة بشأن تحديد شروط هذه المساعدة''. وحسب ''لوفيغارو''، فقد طلبت الولاياتالمتحدةالأمريكية من فرنسا ''دفع فاتورة الطائرات الأمريكية''، وهو مطلب ''غير مسبوق في مجال التعاون الغربي'' حسب تعبير مصدر محايد. وإن وافق الأمين العام الأممي، بان كي مون، على التدخل الفرنسي في مالي، إلا أنه ''لم يخف قلقه'' إزاء تداعيات هذه الحرب وخطرها على ''العاملين في الجانب الإنساني وعلى موظفي الأممالمتحدة الموجودين في عين المكان''.