ينعكس إقبال الجزائريين على استهلاك الفاصوليا والعدس، وغيرها من البقول الجافة، في الكميات الهائلة التي يقتنيها هؤلاء سنويا، والتي تجاوزت، سنة 2012، سقف 80 ألف طن بالنسبة ل''اللوبيا'' والعدس، المستوردة فقط. بالرغم من ارتفاع أسعار البقول الجافة، غير أنها تبقى الأطباق الأكثر إقبالا من طرف الطبقة الفقيرة والمتوسّطة وحتى ميسورة الحال، حيث يمكن لهؤلاء طبخها دون الاعتماد على اللحوم. ويبقى طبق اللوبيا والعدس، بالرغم من تداعيّاته الصحية السلبية عند الإكثار من أكل هذه البقول الجافة، الأكلة المفضّلة، حيث تسد الحاجات الغذائية للعائلات الجزائرية، خاصة منها كثيرة العدد، إذ تتناولها هذه العائلات مرّات عديدة في الشهر، في الوقت الذي تبقى بعض العائلات المرتاحة ماليا تتشوّق إلى أكلها، حيث لا يصل معدّل استهلاكها للبقول الجافة مرّة في الشهر. وأكّدت الأرقام التي تحصّلت عليها ''الخبر''، من مصالح الجمارك، أن فاتورة استيراد الفاصوليا والعدس، للسنة الماضية، تجاوزت 90 مليون دولار، تمّ إنفاقها من طرف المستوردين الجزائريين لاقتناء أكثر من 80 ألف طن منها، مقابل أكثر من 150 ألف طن بقيمة 164 مليون دولار سنة 2011. وتنوّعت قائمة البلدان المموّنة للجزائر ب''اللوبيا'' والعدس، حسب ما أشارت إليه الجمارك، لتضمّ بلدان القارات الخمس، مثل مصر والأرجنتين وإيطاليا والبيرو والصين وفرنسا وكندا والولايات المتّحدة الأمريكية وسنغافورة وغيرها من الدول. وبالنسبة للإنتاج الوطني، جاء في الأرقام التي تحصّلت عليها ''الخبر'' من وزارة الفلاحة أن الجزائري لا يستهلك سوى 2,2 كيلوغرام فقط سنويا من الإنتاج الوطني المتوفّر من البقول الجافة، فيما يستهلك سنويا ما يعادل 8, 6 كيلوغرام من البقول الجافة المستوردة. بالنسبة للأرقام نفسها، يصل استهلاك المواطن الجزائري السنوي إلى تسعة كيلوغرام فقط متوفّرة من البقول الجافة. ويبقى الإنتاج الوطني من البقول الجافة، بالرغم من نوعيته الجيدة مقارنة مع ما يتمّ استيراده، لا يغطّي الحاجيات الاستهلاكية للمواطنين الجزائريين، حيث قُدّر بالنسبة للسنة الماضية ب9, 842ألف طن من البقول الجافة، منها 405 ألف قنطار من الفول اليابس، و7, 91 ألف طن من الجلبانة و38 ,57 ألف طن من العدس و24, 10 ألف طن من اللوبيا اليابسة و75, 276 ألف طن من الحمص.