سقوط قتيل وعشرات الجرحى في اشتباكات قرب ميدان التحرير مصير مجهول تواجهه مصر الثورة، في خضم أحداث ملتهبة ومتسارعة وسقوط أزيد من أربعين ضحية ومئات المصابين، وضع درامي يعيشه المصريون مع استمرار الاشتبكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خاصة بعد إعلان الرئيس محمد مرسي حظر التجوال بمحافظات القناة لمدة شهر، وسقوط ضحية أخرى أمس بالقاهرة، في محيط ميدان التحرير، إثر اشتباكات بين المحتجين وعناصر الشرطة، في الذكرى الثانية ل''جمعة الغضب''. أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة في مصر عن رفضها دعوة الرئيس مرسي للجلوس إلى طاولة الحوار، من أجل بحث آليات الخروج من الأزمة الراهنة، والتأكيد على ضرورة احترام دولة القانون وأحكام القضاء. وبررت الجبهة رفضها بعدم وجود ضمانات أو تعهدات لإنجاح الحوار، مؤكدة أنها مستعدة للمشاركة في حوار جاد على أساس ضمانات معينة، وحمّلت الجبهة الرئيس مرسي مسؤولية الأحداث الدامية، وطالبت بإقالة وزير الداخلية وإخضاعه للتحقيق، كما هددت بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال عدم الاستجابة لمطالبها. وفي المقابل، رأت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها بأن رفض الجبهة المشاركة في الدعوة، قراءة غير حكيمة في الوقت الراهن ومراهقة سياسية وقرار انتحاري، فيما وافق التيار الإسلامي السياسي وبعض الأحزاب المدنية المشاركة في الحوار، على غرار غد الثورة الذي يرأسه الدكتور أيمن نور، ومصر القوية برئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. وبالموازاة مع ذلك، وافق مجلس الشورى، أمس، بشكل نهائي على إشراك القوات المسلحة في مهام حفظ الأمن وحماية المنشآت الحيوية في الدولة، كما وافق المجلس على قرار رئيس مرسي بفرض حالة الطوارئ على محافظات القناة الثلاث وهي: الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد. وتتواصل أحداث العنف والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في عدة محافظات مصرية، وسط غضب شديد لشباب محافظة السويس، الذين تظاهروا في منطقة الأربعين وسط المدينة، منتصف ليل أول أمس، لكسر حظر التجوال، واستمرت المظاهرات حتى الساعات الأولى من فجر أمس الإثنين، وحدثت اشتباكات دامية في توقيت حظر التجوال بين البدو وعناصر الشرطة أمام أحد مراكز الشرطة، تبادل فيها الطرفان إطلاق النار، بسبب مقتل أحد البدو في الاشتباكات، ووجه الناشطون السياسيون في بورسعيد نداء لشباب الثورة في القاهرة، للمشاركة معهم في كسر حالة الطوارئ. وفي القاهرة، سادت حالة الهدوء الحذر في جميع شوارعها وميادينها مع اشتباكات متقطعة بين المحتجين وعناصر الأمن، لتتحول الاشتباكات إلى حلقة من العنف والعنف المضاد استعمل فيها الجانبان زجاجات المولوتوف وقنابل الغاز المسيلة للدموع والحجارة، ما أدى إلى سقوط ضحية جديدة أمام جسر قصر النيل في محيط ميدان التحرير. وانطلقت مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المتظاهرين من منطقة السيدة زينب الشعبية إلى مبنى مجلس الشورى، للمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ورددت القوى الثورية هتافات مناوئة لحكم الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، رافعين لافتات مكتوب عليها ''الشعب يريد إسقاط النظام''، ''ثورة ثورة حتى النصر''، و''بيع بيع الثورة يا بديع''، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. .