''مهري رفض ترك الحزب في أزمة على بياض وأنا سأفعل مثله'' بلخادم يرد رسالة خصومه ويدعوهم لسماع الإجابة في اللجنة المركزية دخلت عملية شد الأعصاب وحرب التصريحات النارية بين بلخادم وخصومه في الحركة التقويمية، درجة أخرى من التصعيد، عشية انطلاق دورة اللجنة المركزية، التي توحي كل مؤشراتها بأن أزمة الحزب العتيد دخلت مرحلة ''كسر العظام'' بين بلخادم ورفقاء عبد الكريم عبادة، الذين طرحوا أربعة شروط اعتبرها الأمين العام ''مذكرة اتهام''. وقال إن رده سيكون يوم الخميس في اجتماع أعلى هيئة للحزب ما بين المؤتمرين. وفي انتظار الساعات الفاصلة، كل طرف يبدو أنه أعد عدته وجنوده وأخرج أسلحته، ولا أحد مستعد لرفع الراية البيضاء. رفض عبد العزيز بلخادم وصف الاستقبال الذي خص به موفدين عن ''الحركة التقويمية'' لجبهة التحرير الوطني، ب''اللقاء''، وفضل بدل ذلك القول إن ''الخصوم أتوا برسالة اعتبرتها مذكرة اتهام''، ورد بلخادم على ضيوفه: ''سأرد على رسالتكم في اللجنة المركزية''، ملمحا أنه سيتعامل مع أزمة الحزب على شاكلة ما فعل الراحل عبد الحميد مهري في ظروف مشابهة ''لا أترك الحزب في أزمة على بياض''. أحال الأمين العام لجبهة التحرير الوطني خصومه في ''الحركة التقويمية'' للاحتكام إلى ''اللجنة المركزية''، ورفض اعتبار الرسالة التي تقدموا بها أمس، بالوثيقة العادية، قائلا: ''لقد أجبتهم بأن هذه الرسالة مذكرة اتهام''. وذكر بلخادم، على هامش مشاركته في ندوة من تنظيم جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، بمناسبة مرور عام على رحيل عبد الحميد مهري، أمس، بجامعة الجزائر ,03 أنه يحيل الإجابة على الخصوم إلى موعد الخميس المقبل قائلا: ''سأرد عليها (الرسالة) في اللجنة المركزية''. وتحدث عبد العزيز بلخادم بالمناسبة عن بعض المحطات من حياة الأمين العام السابق، الراحل عبد الحميد مهري، واختار ما ينسحب على الأزمة الحالية للحزب، ملمحا لوجود تشابه كبير بين ما عاشه مهري في صراعه حول الأمانة العامة وما يعيشه هو اليوم في نفس المنصب، قائلا: ''أتذكر جملة عن الراحل مهري أنا حريص أن أعمل بها... لا أترك الحزب في أزمة على بياض''. وقصد عدم ترك الحزب دون قائد بتجديد الثقة في الأمين العام أو اختيار خليفة له فورا. وتحدث عبد العزيز بلخادم في هذه المحطة عن ظروف دورة اللجنة المركزية التي شهدت ''انقلابا'' على مهري قائلا: ''أتذكر عندما تم الشروع في قراءة بعض الأسماء لأعضاء اللجنة المركزية، نهض غاضبا قاصدا باب الخروج، فلحقنا به، ليس من باب إقناعه بالعودة وإنما خوفا من تأويل هذا الخروج على أنه حرص منه على المنصب''، وتابع: ''لما رجع معنا قال جملته بألا أترك الحزب في أزمة على بياض، أي العمل على الاستخلاف''. وذكر عبد العزيز بلخادم في هذا السياق: ''عندما كان يجري التخطيط لسحب الثقة من الأمين العام عبد الحميد مهري وأعضاء المكتب السياسي، كنا ندرك أن الدورة كانت ستنتهي إلى تغيير.. كان بإمكانه (مهري) تأجيل الدورة ولم يفعل، وكان بإمكانه أن يتصدى ولم يفعل، ليس عجزا، ولكن حرصا على وحدة الصف وكلمة الحزب وحفاظا على الجزائر لما يملكه الأفالان من ثقل في الساحة السياسية''. وشرح عبد العزيز بلخادم بأن مهري ''كان حرصه دائما أن يكون الحوار هو الوسيلة المثلى مع من يختلفون معه''، وتابع: ''لقد عمل مرابطا إلى أن لقي الله شامخا سواء في بيته أو في مكتبه كوزير، أو في مكتبه كأمين عام للأفالان.. شامخا متواضعا ناصحا لا يعرف البذاءة ولا ينطق لسانه بسوء في اتجاه من أساء إليه''. وربط بلخادم بين ما كان يقوله وبين وضع الحزب حاليا: ''الوقت لا يسمح بالخوض عميقا في تلك المرحلة ولا الظرف، فجبهة التحرير الوطني تعرف اليوم بدورها بعض الرجات''.