السلطات لم تلتفت بعد من حولها لسن سياسة وقائية من خطرها قال رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفيسور شلغوم عبد الكريم، أن البنايات القديمة التي أنجزت خلال الحقبة الاستعمارية والبالغ عددها نحو 600 ألف بناية، تشكل مصدر خطر كبير للجزائريين، لاسيما بكل من العاصمة ووهران، بفعل الأمطار وخطر الزلازل. ومع ذلك، فإن الحكومة لم تلتفت من حولها منذ 2003 لسنّ سياسة وقائية ضد خطر هذه البنايات. وأوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى، أن التوصيات التي قدمت للحكومة التي توجت بها الندوة الوطنية عن العمران بعد زلزال ,2003 تقضي بإخضاع باقي البناءات القديمة التي أنجزت خلال الحقبة الكولونيالية، إلى دراسات خبرة لمعرفة درجات ضررها وقياس ردود فعلها إزاء العوامل الطبيعية والزلازل، ولكن التوصيات تلك بقيت حبرا على ورق. وأشار إلى أن البناءات القديمة التي أنجز معظمها بالعاصمة، تنقسم إلى 5 أنواع يتمثل النوع الأول في المنازل الصغيرة، فيما يستوي النوع الثاني على العمارات التي أشرف على إنجازها المهندس المعماري الفرنسي أوسمان. ويشمل هذا النوع أيضا العمارات التي شيدت بجدران من الحجارة، بينما يتمثل النوع الثالث من هذه البناءات القديمة في تلك التي اعتمد في إنجازها على أعمدة بالإسمنت المسلح، وشرع في إنجازها مباشرة بعد زلزال الأصنام - الشلف حاليا - 1954، فيما اعتمد عند إنجاز النوع الرابع من هذه البناءات على الآجر في تسوية أرضية بيوتها، إلى أن تم تعميم استعمال الإسمنت المسلح في إنجاز هذه البناءات وهو النوع الخامس منها. وقال أن نادي المخاطر الكبرى ظل منذ 2003 يطالب بإخضاع هذه الأنواع من البناءات الكولونيالية إلى دراسات خبرة يتولاها خبراء، لمعرفة مدى قوة ومقاومة المواد التي بنيت بها، ثم قياس مدى قوة مقاومة البناية أمام الزلازل، ومن ثمة التوصل إلى سنّ سياسة يتم على أساسها ترميم البناية، ولكن النداء ظل أشبه بمن يصيح في واد سحيق، لأن الحكومة التي أبدت موافقتها مباشرة بعد زلزال 2003 على ترميم وإجراء عقود خبرة لهذه البناءات القديمة، لم تلتفت من حولها بعد وإلى غاية اليوم في تطبيق ما وعدت به.