عندما بدأت فضيحة سوناطراك الأولى، راجت إشاعات عن حماية الرئيس بوتفليقة لوزيره شكيب خليل باعتبار شكيب من وزراء الرئيس.! ولكن معلومات أخرى قالت: إن الرئيس بوتفليقة سلم ملف التحقيق في فضيحة سوناطراك الأولى إلى مصالح الأمن (D.R.S) لتحقق فيها، وعلى أساس تلك التحقيقات اضطرت العدالة وتحركت الدعوى القضائية ضد من وضعوا في حالة الحبس الإحتياطي. وهنا يطرح السؤال: كيف لم تكتشف التحقيقات الأمنية وتحقيقات العدالة الخاصة بالفضيحة الأولى وقائع الفضيحة الثانية رغم أنها أهم وأخطر من وقائع الفضيحة الأولى؟! هل الأمر يتعلق بقصور في التحقيقات الأولى الأمنية وتحقيقات العدالة؟ أم الأمر يتعلق بإغفال مقصود من هذه التحقيقات لحيثيات الوقائع المتعلقة بالفضيحة الإيطالية؟! ومن يضمن لنا الآن أن هذه الجهات التي أغفلت التحقيق في هذا الأمر سواء عن قلة كفاءة ودراية أو عن أمر مقصود؟! من يضمن لنا أن هذه الجهات ستقوم هذه المرة بالواجب كاملا.؟! أليس من العار الوطني على مؤسسات الرقابة والتحقيق في قضايا الفساد هذه حين يصبح الإيطاليون أكثر معرفة بالفساد الجاري في أهم مؤسسة من مؤسسات الجزائر الاقتصادية؟! لكن بعض المعتوهين (مثلي) قالوا: إن المعلومات التي وردت إلى القضاء الإيطالي مصدرها الجزائر..! وأن هذه المعلومات التي تخص الفساد في الجزائر سرّبت للإيطاليين في سياق الصراع- الجزائري - الجزائري- حول السلطة؟! وهذه حكاية إذا صحت تصبح فضيحة أخطر من فضيحة سوناطراك نفسها؟! فمن سرب هذه المعلومات؟! ومن يريد إزعاجه بتسريبها؟! شكيب خليل نفسه هدد خصومه بكشف ما قال: إنها ملفات تخص خصومه وأبنائهم؟! ومثل هذا الكلام وحده كان كافيا لاستدعائه لسماع أقواله.! مادام يعرف ملفات لخصومه ويتهدد عليهم بهذه الملفات؟! هل من الصدفة أن الأسماء التي وردت في فضيحة سوناطراك الثانية مع الإيطاليين هي نفس الأسماء التي وردت في موضوع تحضير عقد الطريق السيار شرق غرب؟! وهل سننتظر سنوات أخرى كي يقول لنا ''الشناوة'' الحقيقة كما فعل الإيطاليون؟! وإذا كان ليس من حقنا أن نشكك في نزاهة المحققين في قضايا الفساد، فإنه بالمقابل ليس من حقنا أن نسكت عن هذا التقصير في التحقيقات إذا كان الأمر يتعلق بقلة الكفاءة؟! لا شك في أن سبب إغراق البلاد في مثل هذه المشاكل يعود أساسا إلى ظاهرة التسيير الأمني المفرط للاقتصاد والعدالة والإعلام.. وهذا هو الجو الذي يوفر البيئة المناسبة للفساد وسيادة الرداءة.! [email protected]