أردوغان متخوف من تأسيس فيدرالية شمال سوريا رفض أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض، أمس، عقب لقائه بوزير الخارجية المصري بالقاهرة، الحديث عن فشل مبادرة الحوار التي تقدم بها للنظام السوري، مشيرا إلى أن المبادرة ما تزال قائمة إذا ما قبل النظام السوري بما أسماه ''المحددات'' التي وضعها الائتلاف، رافضا بذلك استعمال كلمة شروط مسبقة، في إشارة إلى المطالبة بضرورة تنحي الأسد عن الحكم. من جهته، قال وزير خارجية سوريا، وليد المعلم، لدى وصوله إلى موسكو، إن دمشق ما تزال مصرة على الحل السياسي للصراع: ''الحكومة السورية مستعدة لإجراء حوار مع كل من يرغب في ذلك حتى مع من يحملون السلاح، لأنها تعتقد أن الإصلاح لن يحدث عن طريق إراقة الدماء ولكن فقط عن طريق الحوار''. وجاء رد الجيش الحر على لسان اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش الحر، الذي أشار إلى أن موقف القيادة العسكرية يتماشى مع الهيئة السياسية للمعارضة السورية ممثلة في الائتلاف، في إشارة إلى إمكانية قبول التحاور مع النظام، شرط أن يكون تنحي الأسد الغاية منه، فيما جدد الخطيب تأكيده لمقاطعة المؤتمرات والاجتماعات الدولية تنديدا بما أسماه ''الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري''. وفي السياق، تحدث الخطيب عن إمكانية إعادة النظر في المشاركة في مؤتمر روما لأصدقاء سوريا المقرر في الأيام القليلة القادمة، وذلك نزولا عند طلب العواصمالغربية التي تقدمت بتعهدات بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة وللجماعات المسلحة المنتمية للجيش الحر. وجددها أمس وزير خارجة الولاياتالمتحدة جون كيري خلال لقائه مع نظيره البريطاني وليام هيغ. من جهة أخرى، أكد الخطيب أن مسألة تأجيل الزيارة إلى موسكو ما زال قائما إلى حين إبداء الحكومة الروسية المزيد من التجاوب مع معاناة الشعب السوري، واعتبر أن موقف موسكو ''متواطئ'' مع النظام السوري، وبالتالي حمل القيادة الروسية المسؤولية الأخلاقية والسياسية لاحتدام الصراع المسلح في سوريا. في المقابل، قال وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، خلال لقائه مع نظيره السوري، إن الأولوية بالنسبة لبلاده تكمن في إيجاد حل سياسي يُنهي الصراع ويوقف إراقة الدماء، مضيفا أن هناك فرصا لإنجاح الحوار في حال التخلي عن الشروط المسبقة، ومن ضمنها القول بضرورة تنحي الأسد عن الحكم كشرط مسبق للتوصل إلى تسوية سياسية. يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي، طيب رجب أردوغان، صرح أمس، أنه يرفض المساس بوحدة الأراضي السورية، في إشارة إلى الحديث الدائر في صفوف المعارضة عن تشكيل حكومة انتقالية تسيطر على المناطق الشمالية، ويرى المراقبون أن أنقرة باتت تتخوف من دعوات أكراد سوريا لإقامة فيدرالية على شاكلة فيدرالية أكراد العراق، ما من شأنه تقوية دعوات أكراد تركيا للانفصال.