حجز 73 طنا من الكيف المعالج في 2012 وهي أكبر كمية منذ الاستقلال دقّت القيادة العامة للدرك الوطني ناقوس الخطر للارتفاع المريب في معدل الجريمة المنظّمة خلال السنة الماضية، مقارنة بالأعوام الفارطة، حيث تعيش 10 ولايات ''إجراما خطيرا''، فيما سجلت ذات المصالح انخفاضا محسوسا في الجرائم المتعلقة بالقانون العام، نظرا لإعادة انتشار الوحدات ومراجعة الخريطة الإجرامية. وقد عرضت مديرية الشرطة القضائية للدرك الوطني، أمس، حصيلة نشاطها لسنة 2012 في إطار ندوة صحفية احتضنها مقر القيادة العامة في الشرافة بالعاصمة، من تنظيم خلية الاتصال. واستهل العقيد بن نعمان محمد الطاهر، مدير الأمن العمومي والاستغلال، بإعطاء تصوّر شامل عن تطور أشكال الجريمة في الجزائر، حيث ماتزال الجريمة المنظّمة في ارتفاع بنسبة 10 ,4 بالمائة، مقارنة بانخفاض في الجرائم المصنّفة في القانون العام. رغم احتفاظه بنسبة 52,49 بالمائة من الإجرام الإجمالي. وفي تفصيل لنشاط الشرطة القضائية، قدّم مسؤولها الأول، العقيد شعياني توفيق، أرقاما مخيفة عن عدد القضايا المعالجة في 2012 بما يفوق 73 ألف قضية، حيث أوقفت وحدات الدرك الوطني خلال نفس الفترة 77 ألف شخص، أي بمعدل 215 فرد يوميا، وهو في حد ذاته يطرح أكثر من تساؤل يوحي باتجاه المجتمع الجزائري نحو العنف حتى في أبسط جوانب حياة المواطنين. كما كشف المتحدث عن سيطرة تامة للقضايا المصنّفة على المشهد العام في إطار الجريمة المنظمّة، والمتعلّقة بالمخدّرات والتهريب والمتاجرة في الأسلحة والتزوير وتزوير السيارات والهجرة وجرائم أخرى ضد الاقتصاد الوطني، فتصدّرت في هذه الأنواع تجارة المخدرات، حيث حجزت مختلف وحدات الدرك كمية من المخدرات تعدّ سابقة في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال والمقدرة ب73 طنا من الكيف المعالج و650 ألف قرص مهلوس خلال 12 شهرا. ووزّعت الشرطة القضائية للدرك الوطني الولايات الأكثر مساسا بقضايا الإجرام، وهي النقطة التي تشكل ''انتباها''، على اعتبار أن تمركزها شمل 10 ولايات هي الجزائر وتلمسان ووهران وسطيف وباتنة وميلة وقسنطينة وعنابة وتيبازة والشلف، حيث تعيش هذه الولايات إجراما ''مرتفعا وخطيرا''، أثّرت على السكينة العمومية بارتفاع ب50 ,3 بالمائة، وضد الممتلكات بنسبة 21,50 بالمائة، والاعتداءات ضد الأشخاص ب01, 41 بالمائة، كما تتجه قضايا تكوين جماعات الأشرار أيضا نحو ''منحنى خطير'' بارتفاع ب41,33 بالمائة. وفي هذا الشأن، علّل مدير الأمن العمومي والاستغلال بالدرك الوطني، العقيد بن نعمان، الظاهرة بكونها ترجع أساسا إلى نسبة الكثافة السكانية العالية وتركيبتها البشرية، مشيرا، في تصريح ل''الخبر''، إلى أن هذه الولايات تعد أيضا ''مفترقا ولائيا'' ومناطق عبور مهمة نحو المطارات والموانئ.