تتمسك فرنسا بقرار تسليح المعارضة السورية الذي يرفضه الاتحاد الأوروبي وتؤيده بريطانيا، في الوقت الذي بدأ فيه موقف واشنطن ينحرف باتجاه الموقف الروسي بتفضيل خيار الحوار بين النظام السوري والمعارضة رغم الدعم الذي أقرته واشنطن لصالح هذه الأخيرة. اتفقت باريس ولندن على تسليح المعارضة السورية ضاربة عرض الحائط اتفاق الاتحاد الأوربي المتعلق بحضر الأسلحة على سوريا، وهو ما أقره رئيس خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي قال إن بلاده وبريطانيا تعتزمان تقديم موعد الاجتماع الذي سيعقده الاتحاد الأوروبي حول حظر الأسلحة على سوريا، مشيرا إلى أن فرنسا وبريطانيا ستسلحان المعارضة السورية دون موافقة الاتحاد، مما يشير إلى تغير الموقف الفرنسي تجاه الأزمة السورية ويعارض ما قاله الرئيس فرانسوا هولاند خلال زيارته إلى موسكو التي أكد فيها أن بلاده تعطي الأولوية للحوار السياسي بين المعارضة والنظام السوري وترفض تسليحها. وفي الوقت الذي تسعى فيه لندن وباريس إلى توحيد موقفيهما بشأن الأزمة السورية والاقتراب من الرؤية العربية الممثلة في دول الخليج المسلحة للمعارضة، عرف الموقف الأمريكي تغيرا مفاجئا باقترابه أكثر من الخيار الروسي الذي ما فتئ يدعو إلى حل النزاع السوري عن طريق الحوار بين المعارضة وبشار الأسد، وتزامن تصريح جون كيري مع بوادر خلافات عميقة بين رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب وأمينه العام مصطفى الصباغ بشأن الاقتراحات الممكن اتخاذها لإنهاء الأزمة السورية. من جهة أخرى كشفت مصادر إعلامية أن إيران كثفت مساعداتها العسكرية لنظام الأسد حسب ما أوردته وكالة ”رويترز”، حيث قال دبلوماسيون غربيون إن إيران كثفت بصورة كبيرة من دعمها العسكري للرئيس السوري بشار الأسد خلال الأشهر القليلة الماضية بالتعاون مع موسكو بوصفهما المساندين الرئيسيين لنظام الأسد، كما تزامن إعلان دعم المعارضة مع وصول أولى الدفعات من المعارضين السوريين المدربين على أيدي ضباط أمريكيين من الجيش والمخابرات في الأردن، تلقوا تدريبات على استخدام أسلحة مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطائرات، وهي الأنباء التي نقلتها مجلة ”دير شبيغل” الألمانية ولم يعقب عليها أي مسؤول غربي. وفي تداعيات الأزمة السورية مع دول الجوار شددت سوريا لهجتها اتجاه لبنان وهددتها بقصف مناطق حدودية، إذ تتهم دمشق مقاتلي المعارضة بشن هجمات ضد القوات النظامية من مناطق حدودية ذات غالبية سنية داخل الأراضي اللبنانية، ووصلت سوريا حد التهديد أول أمس بقصف هذه المناطق حسب ما تضمنته رسالة وزارة الخارجية السورية إلى نظيرتها اللبنانية. يحدث ذلك في الوقت الذي جدد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأكيد دعمه للتوصل إلى معاهدة شاملة لتنظيم تجارة الأسلحة في العالم قبيل المؤتمر الذي تعقده المنظمة الدولية الأسبوع المقبل بمشاركة ممثلين عن 193 دولة، وعلى الصعيد الميداني دعا الناشطون المعارضون للنظام السوري في الذكرى الثانية للانتفاضة السورية إلى التظاهر أمس تحت شعار ”عامان من الكفاح... ونصر ثورتنا قد لاح”، وهي الانتفاضة التي تحولت إلى نزاع حاد أودى بحياة 70 ألف شخص حسب تقارير الأممالمتحدة، ويواصل حصد المزيد حيث وقعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة الجوسية وغيرها من القرى الحدودية مع لبنان بمحافظة حمص.