شدّد مدير عام مجمّع ''صافيلي'' المتخصص في إنتاج وتوزيع الحليب ومشتقاته، السيد صفاري محمد، على أن أنجع وسيلة لتقليص استيراد الحليب ومشتقاته يكمن في تفعيل الشراكة القائمة بين المنتجين والمربين لعصرنة أدوات الإنتاج، خاصة تلك المتصلة بالتغذية والأعلاف وتربية الأبقار الحلوب، فضلا عن تحسين شبكات الجمع، حيث يمكن رفع مردود الإنتاج في الجزائر، البالغ حاليا 10 لترات للبقرة يوميا، إلى 50 لترا على الأقل، علما أن المعدل الدولي يقدّر ب60 لترا يوميا للبقرة. وأوضح مسؤول مجمّع ''صافيلي'' ل''الخبر'' قائلا: ''سنقوم بطرح مشروع شراكة مع المربين، حيث تعاقدنا من قبل مع 600 مربٍّ، وسنعرض عليهم شراكة تتضمن توفير مختلف أنواع الأعلاف والتغذية، مقابل توفير الحليب الطازج''. ويرمي المشروع إلى ضمان توسيع مردود إنتاج الحليب في الجزائر، حيث يظل متواضعا، مقارنة بالمستويات الدولية وحتى الإقليمية، مضيفا أن كافة الفاعلين بحاجة إلى مضاعفة الجهود لتطوير فرع الحليب الذي لايزال مرتبطا بالسوق الدولية كثيرا. وتفيد التقديرات الإحصائية أن الجزائر استوردت 262 ,1 مليار دولار، مقابل 544 ,1 مليار دولار في .2011 وبالتالي، فإنه يتعيّن بذل الجهود على طول مسار الإنتاج. وأكد صفاري أن المشكل الأساسي في فرع الحليب هو تغذية الأبقار وشبكة التجميع. وعليه، سيتم التركيز على تشجيع الإنتاج في الغذاء، حيث تم اقتناء مساحات أرضية لهذا الغرض. كما سيتم توسيع سلسلة الإنتاج والمنتجات التي يتم توفيرها في السوق، وتطوير أشكال جديدة للتعبئة، مشيرا إلى أن الحصص المقدّمة لمسحوق الحليب تبقى محدودة ولا تمكّن من الرفع من مستوى الإنتاج، ولكن ذلك يشجع أيضا لتطوير فرع إنتاج الحليب الطازج، وبالتالي المساهمة في تقليص الاستيراد، فالإنتاج المحلي لا يغطي، حاليا، سوى ثلث الحاجيات في السوق الجزائري، علما أن حاجيات سوق الحليب في الجزائر تفوق 2 ,3 مليار لتر. وأوضح مسؤول المجمّع الجزائري أن الأولوية ستعطى لعصرنة وتطوير تقنيات تربية الأبقار الحلوب وتغذيتها، للحصول على إنتاج منتظم طيلة السنة، على عكس ما هو حاصل حاليا، حيث يبقى موسميا بالنسبة للكثير من المربين، وهو ما يفسر النقص المسجل في العرض في السوق، والارتباط بالسوق الخارجي، مع تسجيل تذبذب في الإنتاج.