بدأت وحدات عسكرية برية بالناحيتين العسكرية الرابعة والثالثة، في التحرك من قواعدها لتنفيذ عملية تمشيط كبرى يشارك فيها أكثر من ألفي عسكري سينتشرون بمنطقة العرق الغربي الكبير قبل حلول فصل الصيف. وقالت مصادر أمنية، ل''الخبر''، إن قيادة الجيش أطلقت أمس عملية عسكرية كبيرة حشدت لها الآلاف من الجنود، من قوات خاصة ووحدات مشاة وطائرات عمودية، لتمشيط العرق الغربي الكبير، الذي يقع بين الناحيتين العسكريتين الرابعة بورفلة والثالثة في بشار. وتشترك في إقليم العرق الغربي ولايات بشار وأدرار وتندوف وغرداية والأغواط والبيض، وهو صحراء رملية شاسعة تتعدى مساحتها 400 ألف كلم مربع، ما يعني أن عملية التمشيط هذه تعد الأهم التي تمتد عبر العرق الغربي الكبير، الذي يرتبط بعرق الشاش المحاذي للحدود الجزائرية المالية، والذي يشهد تسلل الجماعات المسلحة إلى داخل الأراضي الجزائرية. ويمتد نطاق العملية العسكرية، التي وصفتها مصادر أمنية بأنها عادية وتدخل في إطار الإجراءات الروتينية، من وادي الناموس والوادي الغربي شمالا إلى غاية هضبة اقلاب القريبة من الحدود الموريتانية والمالية وعرق إيقدي. وتبحث الوحدات العسكرية عن مخابئ الإرهابيين وسط رمال العرق الغربي، تستعمل لإخفاء الوقود والأسلحة. وتأتي هذه العملية بعد تلقي إخبارية تفيد بوجود نشاط مشبوه لجماعات إجرامية في أطراف العرق الغربي خاصة في منطقة لروي. وتحاصر القوات المشتركة مجموعة مسلحة تسللت من الحدود الجزائرية الموريتانية في منطقة صحراوية شمالي مدينة تيميمون. وقالت المصادر الأمنية إن المجموعة تستقل 3 سيارات رباعية الدفع. وبحسب دوي الانفجارات التي سمعت في محيط المنطقة، فإن الإرهابيين المحاصرين يمتلكون أسلحة متطورة نسبيا. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن الجيش الجزائري بصدد إطلاق عملية عسكرية كبيرة لتمشيط مناطق شاسعة من صحراء العرق الغربي، الواقع في منطقة تشترك فيه ولايات تندوف وبشار وأدرار والبيض وغرداية والأغواط، لتطهيره من الإرهابيين والمهربين والعصابات الإجرامية. وكان الجيش قد نقل قوات كبيرة إلى مناطق محاذية للعرق الغربي، وطلب عسكريون جزائريون من البدو الرحل، يومي الخميس والجمعة الماضيين، عدم استعمال سيارات الدفع الرباعي في التنقل عبر المسالك غير المعبدة ليلا ونهارا،، وتعمل قوات الجيش على تمشيط بعض المسالك برا باستعمال مرشدين صحراويين وخبراء في تقفي الأثر وجوا بمروحيات. وكشف شهود عيان من منطقة ''رأس القارة'' الواقعة شمالي تيميمون في اتصال هاتفي، بأن أصوات إطلاق النار كثيف وانفجارات شديدة ظلت تتردد في الصحراء طيلة ليلة الخميس إلى الجمعة، واحتشدت قوات برية مكونة من المشاة والدرك والقوات الجزائرية الخاصة في مناطق شاسعة شمالي ولاية أدرار، وترغب القيادة العسكرية في إطباق الحصار على العصابات المسلحة والجماعات الإرهابية قبل حلول الصيف.