انطلق بحر الأسبوع الجاري الهجوم الذي تمخض عن اجتماع المسؤوليين العسكريين من موريتانيا ومالي والنيجر، لدى اجتماعهم بنظرائهم الجزائريين في أوت الماضي في مقر قيادة الناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست أوت المنصرم، خاصة وأنهم كانوا قد اتفقوا على حاجة جيوشهم الماسة لتجهيزات وعتاد قتالي قبل إطلاق عملية تمشيط ومراقبة في صحراء الساحل الخريف القادم. وكانت موريتانيا السباقة لشن هذا الهجوم، حيث تحركت القوات الموريتانية، خاصة قوات مكافحة الإرهاب خلال 72 الساعة الماضية في مواجهة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، خصوصا في المناطق الداخلية أمثال تورين، لمغايتي، والغالوية حسب ما ذكره الجيش الموريتاني الاثنين الماضي. وجاءت هذه التحركات حسب نفس الخبر الذي تناقلته وكالة الأنباء رويترز تصعيد التحرك من قبل الوحدات الخاصة للجيش التي تم نشرها لأكثر من عام في الجهات الشمالية للبلاد من أجل مواجهة التنظيمات الإٍرهابية. وفي سياق متصل أكدت قيادات الجيش الموريتاني أن هذه القوات الخاصة خرجت في رحلة بحث جادة عن عناصر التنظيم الإٍرهابي وهي عازمة كل العزم على اجتثاث فول العناصر الإرهابية. وتشير المعطيات إلى أن الجزائر بدورها تحركت في منطقة الصحراء بناء على توصيات اجتماع تمنراست وهذا على خلفية القضاء على 10 من عناصر ما يسمى بقاعدة المغرب من قبل الجيش الجزائري الذين كانوا يحاولون عبور الحدود الجزائرية مع حمولة ثقيلة تتمثل في شاحنة من الأسلحة والمتفجرات من موريتانيا. واعتبرت المصادر سالفة الذكر أن هذه الحملة تعتبر جزءا من حملة كبرى تشن ضد مقاتلي التنظيمات الإرهابية في المنطقة التي باشرتها جيوش عدة دول في المنطقة. وجاء هذا الإجراء لمواجهة تسرب الأسلحة والإرهابيين الذي أصبح يشكل مصدر قلق في المنطقة بعد تكاثر عمليات تهريب الأسلحة. ويقوم المشروع الأمني في الأقاليم الجنوبية على إحكام القبضة الأمنية في الحدود التي ظلت تشكل مصدر خطر لتهريب السلاح وتسلل الإرهابيين، وهو ما فرض ضرورة وضع مخطط يسمح بضبط التحركات في المنطقة الحدودية، وكانت مصادر قد تحدثت على أن الدول الأربع الجزائر، مالي موريتانيا ،النيجر قد قررت تنشيط العمليات العسكرية في مناطق أدغاغ أفوغارس وواد زوراك في مالي، ووديان تقويدن وتالاك وجبال أكادس وإير وهضبة جادوا في النيجر، وعرق الشباشب وحمادة العريشة وعرق الميريي في موريتانيا. وقرر العسكريون تنشيط العمليات مباشرة بعد انتهاء موسم الأمطار في شمال مالي والنيجر قريبا. ولم تستبعد تلك المصادر إطلاق عملية تمشيط كبرى في المواقع المذكورة لتدمير الكازمات وقواعد الإرهابيين ومخابئهم، خاصة في واد زوراك الإستراتيجي الذي يربط بين مالي والنيجر والجزائر.