أحصت الجزائر 1843 حالة لمرضى عدم تخثر الدم، أو الهيموفيليا، سنة خلال 2012، أغلبها في العاصمة ب250 حالة، و100 حالة في قسنطينة، دون إحصاء عدد الحالات غير المصرّح بها. وحسب رئيس مصلحة أمراض الدم بالمستشفى الجامعي لقسنطينة، البروفيسور سيدي منصور، فإن هذا النوع من المرضى لازالوا يعانون من نقص التكفل، خاصة في ظل نقص المراكز المتخصصة، خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية، باعتبار أن عددها لا يتجاوز 13 مركزا، إضافة إلى نقص فادح في عدد الأطباء المتخصصين، والذي لا يتجاوز هو الآخر 130 مختص. وكشف المصدر ذاته أن الميزانية المخصصة للتكفل بهذه الفئة خيالية، وهي تتجاوز سنويا 40 مليار سنتيم، مشيرا إلى أنه خُصص العام الماضي مبلغ مالي قيمته 11 مليار سنتيم لمعالجة 183 مريض بالمستشفى الجامعي لقسنطينة. أما بالنسبة للأدوية، فهي غير متوفرة بالنسبة للمستشفيات في المناطق الداخلية، وهو ما يضاعف من معاناة المرضى، رغم خطورة حالتهم التي تتطلب الإسراع في العلاج. وتعدّ فئة الأطفال الأكثر عرضة لهذا الداء، بسبب العامل الوراثي، إذ تنقله الأم إلى وليدها الذكر على وجه الخصوص، وهو يصيب الأقل من 15 سنة. ولتفادي مضاعفات الداء، يجب إخضاع المصاب لعلاج وقائي متمثل في ال''بروفيلاكسي'' على شكل حقن، تعطى من الأفضل بدءا من السنة الثانية من عمر الصغير المصاب وبمعدل مرة إلى مرتين في الأسبوع، وهو ما يمكّنه من ممارسة حياة عادية. وعن المضاعفات الصحية التي يتعرّض لها مرضى الهيموفيليا، فهي الانتفاخ الدموي الذي قد يحدث بمختلف أنحاء الجسم، خاصة على مستوى المفاصل، ما يسبّب تآكل الغضروف والإصابة بالروماتيزم المزمن، ومنه إعاقة المريض.