أكدت، أمس، الدكتورة بن صدوق مريم طبيبة مختصة في أمراض الدم، وعلى الأخص داء الهيموفيليا، أن حالات الهيموفيليا المحصاة رسميا بالجزائر لا تتجاوز 1500 حالة، مضيفة أنه يمكن للمريض أن يمارس حياة عادية باعتماد العلاج الوقائي الذي ينطلق من سن مبكرة في حياة المريض لا تتجاوز السنتين. استفاد أمس قرابة 20 صحفيا من مختلف وسائل الإعلام الخاصة والعمومية سمعية بصرية ومكتوبة، من دورة تكوينية نظمتها مخابر ''نوفو نورديسك الجزائر''، حيث تولت الدكتورة بن صدوق مريم مختصة في أمراض الدم بمستشفى بني مسوس الجامعي وباحثة في مجال داء الهيموفيليا الإشراف على الحصة التكوينية، مشيرة إلى أن داء الهيموفيليا أحد أمراض الدم الوراثية عند الإنسان تنقلها الأم إلى وليدها الذكر على وجه الخصوص، ويتمثل في نقص العامل 08 أو 09 اللذين يساعدان على تخثر الدم، والذي من المفروض أن تتراوح نسبته في الدم بين 50 إلى 150 بالمائة، في حين تنخفض ذات النسبة إلى أقل من 01 بالمائة في بعض حالات الهيموفيليا وهي الحالات الأكثر خطورة. مضيفة أنه لتفادي مضاعفات الداء يجب إخضاع المصاب لعلاج وقائي متمثل في ال''بروفيلاكسي'' المكون من جرعات من العامل 08 أو 09 على شكل حقن، تعطى من الأفضل بدءا من السنة الثانية من عمر الصغير المصاب وبمعدل مرة إلى مرتين في الأسبوع، وهو ما يمكّنه من ممارسة حياة عادية كالتمدرس مثلا. وعن المضاعفات الصحية التي يتعرض لها مرضى الهيموفيليا أضافت بن صدوق أنها متمثلة في الانتفاخ الدموي الذي قد يحدث بمختلف أنحاء الجسم، وخاصة على مستوى المفاصل، حيث تعتبر الركبة أكثر المفاصل عرضة للهيموفيليا ويؤدي تعدد الانتفاخات الدموية بها إلى تآكل الغضروف والإصابة بالروماتيزم المزمن، مما يتسبب في إعاقة مريض الهيموفيليا. مشيرة إلى أن هذه المضاعفات الصحية المعتبرة تتطلب أموالا باهظة، خاصة وأن علبة العامل 8 المساعد على تخثر الدم تتجاوز 14 ألف دج.