يؤكد كريم شريف، المدير العام لسلسلة فنادق ''عدن'' بأن مجموعته الفندقية تثمّن المنافسة في مجال الخدمات الفندقية لتدارك النقائص المسجلة، وتعمل لخدمة الزبون الجزائري الذي صار يطالب بأفضل المنتجات، صيفا وشتاء، وهي أولوية يتعيّن التركيز عليها. ماذا تمثل سلسلة فنادق ''عدن'' في الفضاء السياحي الجزائري؟ كنا من الأوائل الذين غامروا في الاستثمار في هذا القطاع، أواخر الثمانينيات، وكان ذلك بمثابة تحدّ ورهان، بالنظر إلى الثروة والإمكانات التي تتوفر عليها الجزائر، ودور السياحة في بعث الديناميكيات الاقتصادية وإنتاج الثروة، وتوفير مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، حيث تمكنت السلسلة من التموقع الجيّد في السوق الجزائرية، من خلال تقديم أفضل وأرقى الخدمات للزبون الجزائري الذي صار يطالب بأفضل المنتجات، صيفا وشتاء. ونحن جدّ فخورين بما نقدّمه للقطاع السياحي الجزائري، وتتزايد رغبتنا في الذهاب بعيدا في مجال الخدمات السياحية، خاصة بعد افتتاح فندق ''عدن'' بولاية سيدي بلعباس من فئة أربعة نجوم بسعة 152 غرفة، لأننا نؤمن بأن تحسين الخدمات هي أفضل وسيلة لتطوير السياحة في بلادنا أغلب استثمارات المجموعة متمركزة في الغرب، هل هي استراتيجية خاصة بمجموعة شريف عثمان؟ لا، نحن سنقوم ببناء 14 فندقا من فنادق ايدن في 13 ولاية من ولايات الوطن لتوسيع دائرة النشاط، وستكون فنادق من فئة 03 نجوم، لما تمثله في سوق السياحة في الجزائر. والمجموعة تقدّمت، منذ سنوات، بالعديد من الطلبات لإقامة مشاريع سياحية وبناء فنادق بالعاصمة، لكن مشكلة نقص العقار أو ندرته، حسب الردود التي وصلتنا، أعاقتنا من تحقيق مشاريعنا. بعد سنوات من النشاط السياحي، كيف يمكن رفع وتيرة الخدمات الفندقية في الجزائر؟ رفع الوتيرة تحقق بفضل المنافسة الشريفة، حيث سأعطيكم مثالا بسيطا. ففي ولاية وهران التي تضم أكبر عدد من الفنادق في الجزائر، يتواجد 152 فندق من كل الفئات، ارتفعت وتيرة الخدمات وتنوعت، حيث كانت مجموعة ''عدن'' تعمل لوحدها بكل راحة وأريحية قبل دخول منافسين جدد. وبسبب المنافسة، كان لزاما علينا لعب كل الأوراق، واستعمال كل طرق التسويق، وتحسين الخدمات داخل الفنادق، وتكوين اليد العاملة، ومراجعة بعض الأسعار لاستعادة الزبائن الذين لجأوا إلى الفنادق المنافسة قبل أن يعودوا إلينا، نظرا للمزايا الجديدة التي قدّمناها لهم. ويمكن القول بأن المنافسة خدمت المجموعة، وخدمت الزبون الجزائري. وفي السنوات الأخيرة، لاحظنا انتعاش السياحة بشكل أكبر في وهران وضواحيها، فالمواطنون هنا مازالوا يتميّزون بالكرم والطيبة وحسن الاستقبال للضيوف والأجانب، فضلا عن توفر الفنادق السياحية الراقية. فالسلسلة الفندقية ايدن، لوحدها، تملك 5 فنادق من فئة 5 و4 نجوم، بالإضافة إلى فنادق أخرى لسلاسل عالمية، مثل فندق الشيراطون وفندق روايال. وهذا ما يجعلنا واثقين من أن السياحة في عاصمة الغرب الجزائري سيكون لها مستقبل واعد، خاصة بعد إنشاء فنادق عززت قدرات الاستقبال. مقارنة ببداية مشاريعكم في بداية التسعينيات واليوم، هل تغيّرت الذهنيات في البنوك من تمويل الاستثمارات؟ بصراحة، تغيّرت الذهنيات، والمرافقة البنكية صارت حقيقية، ما ساعدنا على تطوير المجموعة، وسيساعد على انطلاقة حقيقية للسياحة في الجزائر، لأن الشروط التعجيزية التي كانت تفرضها البنوك على المستثمرين، سابقا، صارت من ممارسات الماضي، وفتحت آفاقا جديدة لعدد كبير من المستثمرين السياحيين، سواء داخل المدن أو في مناطق الاستثمار السياحي. العديد من الفنادق والعلامات العالمية قادمة إلى الجزائر، رغم النقائص والعراقيل وثقل الملفات الإدارية. هل يمكننا المراهنة على مستقبل سياحي واعد؟ العلامات العالمية قدمت، فعلا، إلى الجزائر، ونحن نرحب بكل المستثمرين الفاعلين والفعليين، شريطة الاستثمار الحقيقي وبناء المنشآت والهياكل، كما فعله المستثمر الجزائري. هل يمكن المراهنة على الاستثمار السياحي بعيدا عن قطاع المحروقات؟ السياحة تمثل، اليوم، اقتصاديات أمم بأكملها، وتحقق مداخيل ضخمة، ولنا أمثلة عديدة، مثل تركيا التي صارت وجهة عالمية، ودول أخرى لها تقاليد عريقة في مجال السياحة. ويمكن للجزائر أن تصبح كذلك، بشرط ضمان الاحترافية، وتحسين الخدمات والاستثمار، وتطوير البنى التحتية الضرورية.