تواطأ موظفان في بلدية بن عكنون والدائرة الإدارية لبوزريعة بالجزائر العاصمة، مع عصابة تنشط في تزوير الوثائق الإدارية وجوازات السفر تحديدا، حيث كشفتهما عمليتهما الأخيرة إثر قيامهما بإصدار جواز سفر ورخصة سياقة مزوّرة لمسبوق قضائيا، للتهرب من أحكام قضائية صادرة ضده. كان توقيف أحد أفراد العصابة ببلدية بن عكنون الخيط الذي قاد محققي فرقة الأبحاث للدرك الوطني ببئر مراد رايس للإيقاع بباقي أفرادها، حيث كان المدعو ''ب.ع''، وهو مسبوق قضائيا، يتنقل برخصة قيادة مزوّرة باسم أخيه، صادرة عن الدائرة الإدارية ببوزريعة. وأثناء التحقيق اعترف ''ب.ع'' بأنه اهتدى إلى تزوير رخصة القيادة ليتسنى له التحرك بحرية والإفلات من الحواجز الأمنية للتهرب من أحكام قضائية صادرة في حقه، ولم يلبث أن كشف عن أفراد العصابة الذين سهلوا عليه المهمة، على رأسهم موظف في بلدية بن عكنون وآخر في الدائرة الإدارية ببوزريعة. وذكر المتهم أن المدعو ''ب.ف'' هو من تولّى العملية، حيث طلب منه إحضار صورة شمسية، ثم اتصل بشريكه الذي قام بتزوير جميع الوثائق الإدارية اللازمة وإرسالها له من ولاية المسيلة، ثم اتصل بالمدعو ''ب.م.ع'' وهو موظف ببلدية بن عكنون لتحرير بطاقة إقامة مزوّرة في ملف مزوّر. وتم إيداع الملف بمصلحة رخص السياقة بالتواطؤ مع موظف بمصلحة رخص السياقة بالدائرة الإدارية ببوزريعة، كما عرض المدعو ''ب.ف'' خدماته على المتهم الأول لاستخراج جواز سفر مزوّر. وكشفت تحريات المحققين عند التنقل لأرشيف الدائرة، عن عدم وجود الملف القاعدي الذي تم إيداعه لاستخراج رخصة السياقة المزوّرة. وتم، خلال العملية، حجز العديد من الوثائق الإدارية المزوّرة عليها أختام الدائرة الإدارية لبوزريعة، منها وصولات شاغرة لإيداع رخص السياقة، استمارات فارغة لطلب الحصول على جواز سفر وغيرها. وأودع المتهمون الخمسة الحبس المؤقت، بعد أن وجّهت لهم تهم تكوين جماعة أشرار، التزوير واستعمال المزوّر في وثائق رسمية وإدارية، انتحال هوية، استغلال النفوذ وإساءة استغلال الوظيفة.