تسبّب عمر غريب، منسّق فرع كرة القدم لمولودية الجزائر، في فضيحة كبيرة في نهائي الطبعة ال49 لكأس الجزائر، حين حرّض لاعبيه على مقاطعة حفل توزيع الميداليات وأمرهم بنبرة تحمل الكثير من الغضب والتحدي، بالتوجّه إلى غرف الملابس. لم يتحرّج غريب وهو يتحدّى الدّولة الجزائرية في عرس كروي كبير، بعدم احترامه لوجود الوزير الأول عبد المالك سلاّل الذي يمثّل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا الغائب عن أول نهائي لأسباب صحية. وفي محاولة منه لاحتواء الأزمة وتفادي الفضيحة في الطبعة ال49 لنهائي كأس الجزائر، نزل وزير الشباب والرياضة الدكتور محمّد تهمي من المنصة الشرفية، مسرعا نحو غرف تغيير ملابس المولودية، وترجّى عمر غريب للعدول عن قرار المقاطعة احتراما لشخص الوزير الأول الذي يمثّل الرئيس بوتفليقة ولكل الرسميين الحاضرين، غير أن عمر غريب، الذي كان قبل عشر سنوات فقط مجرّد مناصر للمولودية من المناصرين المتعصّبين الذين استعملهم بعض المسيرين السابقين والحاليين لإبعاد الرئيس الأسبق الدكتور محمّد مسعودي، ليصبح غريب بقدرة قادر أحد المسيرين، قبل أن يتحوّل إلى الآمر الناهي لأحد أعرق الأندية الجزائرية، كونه أصبح مصدر تمويل النادي قبل قدوم سوناطراك، من خلال اقتراض الأموال من معارفه دون أن يتمكّن من تبرير ديون الفريق التي فاقت ال70 مليار سنتيم. عمر غريب الذي سبق له إهانة والي الجزائر على المباشر، أهان كل الرسميين الحاضرين بالملعب الأولمبي الذين ترجّوه للعدول عن قرار المقاطعة دون جدوى، حيث أصرّ على عدم الصعود إلى المنصّة، ما أحرج كثيرا المسؤولين وحتى الوزير الأول عبد المالك سلاّل ولو أن هذا الأخير احتفظ ببسمته المعهودة وهو يسلّم الميداليات للاعبي الفريق المتوّج اتحاد الجزائر وللحكّام. ما حدث في نهائي الكأس يعتبر سابقة خطيرة وإساءة للمولودية، ويعيد الجدل حول وزن عمر غريب ومصدر القوة التي جعلته قادرا على تحدّي الدولة ورموزها، رغم أنه لم يعد يمثّل أي شيء حين باع رفقة أغلب المسيرين أسهمه لمؤسسة سوناطراك، وهو الرجل الذي لا يتوان في كل مرة في استعمال شعبية مولودية الجزائر للضغط على رئيس الاتحادية محمّد روراوة وعلى الرئيس الشرفي للنادي رشيد معريف، ما جعل روراوة ومعريف يتحوّلان مضطرين إلى حليفين لغريب بدلا من خصمين. ما قام به عمر غريب أمس بالملعب الأولمبي لا يمكن السكوت عنه، حتى لا تعطي الدولة الانطباع بأنها تزكّي تواجد مسيرين من هذا الشكل على رأس الأندية الجزائرية الكبيرة. رئيس النادي الهاوي لمولودية الجزائر عمار ابراهمية ''سنسلط عقوبة صارمة ضد المسؤول عن الحادثة'' عبر رئيس النادي الهاوي لمولودية الجزائر، عمار ابراهمية، عن دهشته لرفض لاعبي المولودية الصعود إلى منصة التتويج لتسلم الميداليات من يد الوزير الأول عبد المالك سلال. وقال المتحدث، ل''الخبر''، أنه بصفته مسؤولا في النادي، فإنه لن يبقى ساكتا عن الحادثة، مؤكدا أنه سيطلب من مجلس التأديب، برئاسة، اسماعيل محمد فتح تحقيق لفرض عقوبة صارمة ضد المسؤول، الذي اتخذ قرار منع اللاعبين من الصعود إلى منصة التتويج لتسلم الميداليات. وقال ابراهمية إنه لم يشاهد أي حادثة من هذا النوع طيلة مشواره الرياضي، مضيفا أن الروح الرياضية يجب أن تحترم من الفائزين والمنهزمين، على حد السواء. وأضاف المتحدث أن إدارته فضلت السكوت عن حوادث سابقة، إلا أنه لن يسكت هذه المرة، وقال إن المولودية فريق احترم دائما المسؤولين، كما احترم الروح الرياضية، وما حدث، أمس، لا يمكن أن يكون من سمات الفريق الذي ضحى من أجله العديد من الشخصيات. وأكد أن أنصار المولودية لم تعجبهم الحادثة، واتصل به أكثر من واحد للتعبير له عن سخطه لما حدث. الجزائر: ه شربال بسبب عدم احترامه للروح الأولمبية العميد معرض للحرمان من المشاركة في الكأس لسنتين أصبح فريق مولودية الجزائر، بعد حادثة رفض لاعبيه الصعود فوق منصة التتويج وتسلم الميداليات في نهائي كأس الجزائر، عرضة لعقوبات صارمة، قد تصل إلى حد حرمان الفريق من المشاركة في منافسة الكأس لسنتين متتاليتين، وفقا للقوانين العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم والمستمدة من قوانين الفيفا والكاف. الحادثة التي كان بطلها أمس منسق فرع كرة القدم لمولودية الجزائر، عمر غريب، الذي أمر لاعبيه بعدم تسلم الميداليات من يد الوزير الأول عبد المالك سلال وبحضور الرسميين (طاقم حكومي، قيادة الجيش والأسلاك المشتركة الأمنية وسفراء)، توضع ضمن خانة عدم احترام الفريق للروح الأولمبية، وفقا للقوانين المعمول بها في جميع الاتحادات الدولية المنضوية تحت لواء الفيفا وكذا الجنة الأولمبية الدولية، وهو ما يعني أن العقوبات ستكون صارمة في حق العميد، وفي مقدمتها حرمان الفريق من المشاركة في منافسة الكأس لسنتين، مع تسليط عقوبات صارمة ضد رئيس الفريق والمدرب، هذا ناهيك عن حرمان المولودية من الإعانة التي منحها الوزير الأول عبد المالك سلال للفريق قبل اللقاء النهائي. وبالرغم من أن الحادثة، هي الثانية من نوعها في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد رفض لاعبو مولودية باتنة، تسلم الميداليات في نهائي عام 1990 الذي فاز به وفاق سطيف أنذاك ب(1/0)، بحجة عدم تجرعهم لقرار الفاف بحرمان فريقهم من الصعود، إلا أن ما أقدم عليه عمر غريب أمس سيبقى وصمة عار في جبين المولودية المعروفة بتاريخها وبشهدائها الابرار الذين ضحوا من أجل أن لا تحدث مثل هذه الأمور، خاصة وأن المواجهة كانت جزائرية بين فريقين جزائريين وأمام جمهور جزائري. . الجزائر: رضا عباس عمروش يزكّي إهانة الوزير الأول! فاجأ كمال عمروش، رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر، الذي نصّبته سوناطراك على رأس النادي، بعدم الاكتراث لما قام به عمر غريب الذي أمر لاعبي العميد بمقاطعة حفل تسلّم الميداليات رغم تواجد الوزير الأول عبد المالك سلاّل. وحين طرحت ''الخبر'' السؤال عليه في مكالمة هاتفية أمس، حول موقفه لما قام به غريب، جاء ردّ كمال عمروش يحمل الكثير من التهكّم، وقال ''أنتم الصحافيون تحبّون هذه المشاكل''، لنردّ عليه بالقول ''لا نحبّ الإهانة، لكن ما حدث فضيحة ونريد معرفة موقفكم''، ليردّ بدوره ''ماذا حدث؟''، بشكل أعطى الانطباع بأنه يزكّي تصرّف عمر غريب المهين للدولة ولرموزها. وحاول عمروش تغيير الموضوع بالقول ''ألم تشاهدوا ما قام به الحكم حيمودي؟''، لنردّ عليه ''برأينا كان الحكم حيمودي في المستوى ولم يحرم المولودية من هدف أو ضربة جزاء''، ما جعل عمروش يقطع الحديث بالقول ''أنا آسف لست قادرا على الكلام''. الجزائر: رفيق وحيد الحكم حيمودي ل''الخبر'' ''ما قام به مسؤولو العميد لا يشرف تاريخ المولودية'' صرح الحكم جمال حيمودي الذي أدار مباراة النهائي بين الاتحاد والمولودية أن ضميره مرتاح وأنه أدى واجبه فوق الميدان دون أي مزايدة. وأوضح حيمودي في تصريح ل''الخبر'' أنه لم يفهم لماذا كل الانتقادات التي كان عرضة لها من قبل مسؤولي فريق مولودية الجزائر، حيث قال ''الجميع شاهد أنني قمت بواجبي وكنت صائبا في العديد من القرارات، بدليل أن ضميري مرتاح''. وأضاف حيمودي، أن ما قام به مسؤولو العميد لا يشرف إطلاقا تاريخ المولودية. الجزائر: ش.ك