عاشت العاصمة، أمس، ليلة بيضاء كان نجومها أنصار الاتحاد الذين صنعوا الفرجة عبر مختلف الشوارع والساحات، احتفالا بنيل الاتحاد لكأس الجمهورية على حساب الفريق الغريم التقليدي مولودية الجزائر، ما أعطى للاحتفالات نكهة خاصة، في حين التزم العديد من أنصار العميد بيوتهم، حيث بدت شوارع باب الوادي خالية منهم، ربما للتهرب من استفزازات ''المسامعية''. تحولت العاصمة، أمس، إلى مدينة أشباح بعد أن شلت الحركة وأغلقت أغلب المحلات التجارية أبوابها، إيذانا بانطلاق اللقاء المثير بين أعرق فريقين في العاصمة، حيث سيطر صمت رهيب باستثناء بعض الأصوات المتعالية من بعض المقاهي والبيوت. عند وصلنا إلى حي ذبيح الشريف (سوسطارة) كانت المباراة تشرف على نهايتها، حيث لم يتبق من الوقت سوى 10 دقائق، كانت خلالها الأنظار مشدودة إلى ملعب 5 جويلية. فبينما كان أنصار الاتحاد فرحين بصاروخية بن موسى في مرمى شاوشي، كان نظراؤهم من أنصار العميد يحرقون أعصابهم بعد سلسلة من إهدار الفرص وصوم الحاج بوقاش عن التهديف. وما زاد من غيظهم التعليقات الصادرة من أنصار الاتحاد. مباشرة بعد تضييع مترف ركنية لصالح المولودية وقبل إعلان صافرة حيمودي نهاية اللقاء، أطلقت ''المسامعيات'' العنان لزغاريدهن، يعلن بذلك فوز الاتحاد العاصمي بالكأس الثامنة في سجله، لتبدأ الاحتفالات، وتخرج سوسطارة عن بكرة أبيها في مشهد خيّل لنا فيه أننا نحتفل بالاستقلال، حتى أن الشرفات امتلأت بالجنس اللطيف الذي زغرد وطبل لفوز فريقه، والعديد منهن أخرجن أطباق الحلويات و''قلب اللوز''، ''فاليوم عرس'' كما قالت إحدى ''المسامعيات''. ''ماماميا'' تصدح بالانتصار و''الفيميجان'' تضيء الليلة البيضاء بعد خروج المناصرين الذين كانوا يتابعون المباراة في مقهى ''جنينة الياس سوسطارة'' إلى الساحة للاحتفال ب''طرد نحس الشيطان'' وتمكنهم من فك عقدة النهائي أمام العميد، تحولت سوسطارة إلى مقصد ل''المسامعية'' من كل الأحياء المجاورة، على اعتبار أنها معقل الأنصار، حتى أن الطريق أغلقت تماما من باب جديد إلى ''الكاديكس''، بالسيارات التي لم تتوقف منبهاتها، في حين كانت ''الفيميجان و''العكرية'' ومختلف الألعاب النارية تدوي في المكان، وتصنع صورا احتفالية ستظل راسخة في ذاكرة أولاد سيدي عبد الرحمن. وردد ''المسامعية'' عدة أغان جادت بها حناجرهم، تعبيرا عن فوزهم، إلا أن ''ماماميا'' صدحت لساعات بين أزقة الحي العتيق، الأمر الذي اغتاظ له أنصار العميد وجعلهم يكتفون بمشاهدة ''المسامعية'' يحتفلون، وفضل العديد منهم التزام بيوتهم لتجنب التعليقات وسخرية أنصار الاتحاد. فريق حدّاد يدخل باب الواد في حداد بعد مشاركتنا لأنصار الاتحاد نشوة الفوز وفرحة الانتصار، عرجنا على باب الوادي التي خيم عليها سكون جنائزي، فباستثناء بعض الأنصار الذين تجمعوا أمام المقاهي والطرقات، يبكون حظهم التعيس بعدما رفضت الكرة دخول عرين الحارس زماموش، فالحسرة ظهرت جليا على وجوه الشناوة الذين لم يتجرعوا مرارة الهزيمة أمام الغريم التقليدي. وفور خروج الأنصار عبر الشوارع الكبرى للعاصمة قصد الاحتفال، أغلقت مصالح الأمن عددا من الطرقات على غرار نفق ساحة موريس أودان والطريق المؤدي إلى البريد المركزي وكذا قصر الشعب، كما عرفت مختلف الشوارع انتشارا مكثفا لعناصر الأمن خاصة بالزي المدني.