استحضر سكان قرية توريرت خالفة بعض صور مجزرة 10 ماي 1958، لما أقدم جنود مظليون فرنسيون على إعدام تسعة من مواطني القرية أصغرهم لم يكن يتعدى عمره 15 سنة. ويتذكر كبار القرية توريرت خالفة، بحسرة كبيرة، مداهمة الجنود الفرنسيين لمنازلهم صبيحة يوم 10 ماي المشؤوم، حيث تم جرهم أطفالا ونساء وكهولا وهم مقيدو الأيدي إلى ساحة مسجد القرية، وصفّهم أمام الجدار ثم إعدامهم جماعيا بإطلاق نار مكثف، وسط حضور جميع العائلات المقيمة في القرية. ومما رواه السكان في لقائهم مع ''الخبر'' عن وحشية المستعمر الفرنسي، قال العم محمد إن أحد المعدومين ظل يتألم من شدة ما تلقى جسمه من الرصاص، فتقدم إليه أحد الضابط المظليين وأطلق عدة رصاصات من مسدسه في رأسه دون رحمة. ورغم أن الشاب توفي، إلا أن الضابط بقي على تلك الحال لفترة قبل أن تنفد الطلقات من مسدسه. وتقول عجوز كانت شاهدة على المجزرة إن صوت الرصاص لم يفارق مخيلتها، حيث مازال يدوي في أذنيها من هول ما رأت، وأكدت أن وجع الرأس لم يغادرها منذ ذلك اليوم المشؤوم إلى يومنا هذا. وأضافت محدثتنا أن الشاحنات الفرنسية كانت تحمل أفرادا من عائلات خارج القرية، إلى أن امتلأت الساحة. وكان أبناء القرية والمعتقلون من خارجها ينتظرون رصاص الإعدام لأكثر من ثلاث ساعات كاملة، وهم مستديرون نحو الجدار وأيديهم مكبلة، اثنان فقط لم يعارضا تعصيب العين. وحسب مواطنين من القرية، فإن سبب إجرام الفرنسيين، كان لفشلهم في استدراج رجال القرية الذين انضموا جميعا ودون استثناء إلى صفوف الثورة آنذاك، وهو ما يبرر قول الضابط الفرنسي الذي أطلق الرصاص على آخر المعدومين ''هكذا أكيد ستذهبون إلى الجحيم وليس إلى الجبل''. ولم تنج من المجزرة حتى بعض النسوة اللواتي أطلقن الزغاريد على أزواجهن وأبنائهن، حيث تعرضن لعنف المظليين الفرنسيين.