حقق اتحاد الجزائر إنجازا تاريخيا، أمس، حين توّج بأول لقب عربي في تاريخه، وهو لقب كأس الاتحاد العربي على حساب نادي العربي الكويتي في نهائي الإياب بملعب 5 جويلية الأولمبي أمام جماهير غفيرة جدا، حين فاز بنتيجة 3 / 2، في حين انتهى لقاء الذهاب بين الفريقين بالتعادل السلبي. واجه اتحاد الجزائر صعوبات كبيرة أمام العربي الكويتي الذي بدا عازما على تكرار سيناريو الرجاء البيضاوي المغربي في نصف نهائي كأس الاتحاد العربي، حين تدارك في مباراة الإياب فارق هدفين بالدارالبيضاء في الدقيقتين الأخيرتين واقتطع تأشيرة بلوغ النهائي، وهو الذي اكتفى بتعادل أبيض بأرضه أمام الرجاء في مباراة الذهاب. ممثل الكرة الجزائرية بدأ بقوة المباراة وتمكّن نور الدين دهام من تسجيل الهدف الأول بقذفة قوية رائعة داخل منطقة الجزاء بعد تمريرة من فاهم بوعزة في الدقيقة ,13 ليتمكن العربي من تسجيل هدف بعد خمس دقائق، غير أنه رفض من الحكم المساعد بداعي تسلل لم يكن صحيحا. وأضاف الاتحاد الهدف الثاني في الدقيقة 37 برأسية من لعموري جديات إثر فتحة من مختار بن موسى، قبل أن يسجل العربي هدفا آخر بعد دقيقتين فقط تم رفضه أيضا من الحكم المساعد بسبب تسلّل كان واضحا في تلك اللّقطة. منعرج المباراة كان في الدقيقة 42 حين نال حمزة كودري الإنذار الثاني بعد اعتداء واضح على أحد لاعبي العربي ما جعل الحكم السعودي يشهر بطاقة حمراء في وجه اللاّعب الجزائري أمام احتجاجات كثيرة من لاعبي الفريق الجزائري. وأسال العربي الكويتي العرق البارد على الجماهير الجزائرية حين قلّص الفارق في الشوط الثاني برأسية فال في الدقيقة 58 وحين عدل النتيجة بقذفة قوية في الدقيقة 61 من اللاّعب الموساوي، ما جعل الجميع يتذكر ما فعله العربي في الدارالبيضاء المغربية في نصف النهائي، بل إن ممثل الكرة الكويتية فوّت على نفسه فرصة إضافة الهدف الثالث عندما انفرد أحد مهاجمي العربي بالحارس زماموش، غير أن الحارس الدولي الجزائري تصدى ببراعة لقذفته القوية. وبعدما حرم الحكم السعودي الاتحاد من ضربة جزاء بعد خطأ على بدبودة، أعلن في المرة الثانية ضربة جزاء شرعية، حيت تعرّض الملغاشي أندريا لدفع، ونفّذ محمّد ربيع مفتاح الضربة بنجاح مضيفا الهدف الثالث للاتحاد في الدقيقة 75 أمام فرحة عارمة للأنصار الجزائريين، لينتهي اللقاء بفوز اتحاد الجزائر أمام احتجاجات عنيفة من لاعبي العربي على الحكّام، في حين دخل الاتحاد التاريخ بإحرازه أول تاج قاري له، حيث تسلّم الكأس من يدي الوزير الأول عبد المالك سلاّل الذي منحهم قبل أسبوعين كأس الجزائر بذات الملعب، حيث صعد إلى المنصة العربي الكويتي لتسلّم الميداليات رغم تهجّمهم على الحكّام وتحميلهم مسؤولية خسارة التاج، في وقت لم يصعد لاعبو المولودية إلى المنصة في نهائي كأس الجزائر لذات السبب.