بعث لي المخلطين منذ يومين (أس.أم.أس) وأنا في مطار دبي قال لي فيه: ''الرئيس بوتفليقة توفي إكلينيكيا وهو في حالة غيبوبة في مستشفى فال دوغراس...'' كدت أن أقع على الأرض.. وتخيلت سيناريو قاتم يواجه البلاد خاصة وأن صاحب ال(أس.أم.أس) قال لي: إنهم يرتّبون لمرحلة انتقالية. وهو ما زاد مخاوفي لأن المؤسسات الدستورية في البلاد هشة وضعيفة من الحكومة إلى البرلمان إلى الأحزاب.. وحتى المؤسسة العسكرية لم تعد كما كانت حصينة ومتماسكة وتتمتع بثقة الشعب. جلست على مقعد ألتقط أنفاسي.. وإذا بأحد رجال أعمال من الأردن الشقيقة عرفته منذ ربع قرن في الأردن ينحني عليّ مسلما بحرارة.. فلاحظ عليّ العياء والشحوب فلم أستطع أن أبوح له بسبب ما أنا فيه.. ولكنه بادرني بقوله: ما لكم أنتم الجزائريون تجلدون أنفسكم بالإشاعات حول رئيسكم ومرضه؟! أنا شاهدته في قرية ''كذا'' على ضفاف بحيرة بسويسرا يتمشى رفقة حراسه الشخصيين والقرية تبعد عن العاصمة السويسرية بحوالي 80 كلم. وأنا لا أذكر اسمها هنا حتى لا أتسبب في إزعاج الرئيس؟! رجل الأعمال هذا قال لي: ''أنه شاهد الرئيس عشية إجراء المباراة بين فريق الأردن وإتحاد الجزائر، أي قبل أسابيع طويلة من إعلان مرضه .. وأنه كان يريد الحديث معه عن المباراة. ولكن الظروف لم تسمح له بذلك.! والسؤال المحير هو لماذا يصر خصوم الرئيس على بث الإشاعات حول مرضه بصورة مزعجة؟! هل لو كان الرئيس قد أنهى مهامه المرض بهذه الصورة المروجة بالإشاعات.. لماذا بقي هؤلاء في حالة خوف منه؟! لماذا لا يباشرون الإجراءات التي تنص عليها المادة 88 من الدستور؟! وإذا لم يكن الأمر خلاف ذلك.. (وهو المرجح) لماذا يختبئ الرئيس عن الأنظار؟! هل في ذلك حكمة رئاسية.. هدفها هو ترك الرؤوس تخرج ليحصدها عندما يعود؟! لكن لماذا يترك الرئيس هؤلاء يعذبون الشعب بالإشاعات؟! المؤسف فعلا أن أجهزة الدولة والطبقة السياسية في الجزائر تتعامل مع مرض الرئيس بطريقة الأخبار في حمامات النساء في ''فيلاج'' اللفت.!أكرمكم الله ..! تذيعها وكالة أنباء حمام ''فيلاج'' اللفت؟ ويبقى السؤال: هل الرئيس غضبان في سويسرا وليس مريض؟! ويريد من خصومه الخروج إلى الشعب ''عريانين'' وهم بالإشاعات يريدون منه كشف أوراقه؟! هل لو كان الرئيس مريضا فعلا ترحمه فرنسا ولا تكشف سره إلى رجالها في الجزائر؟ فلماذا هذا الغموض من الرئيس من خصومه؟! ولماذا هذه الإشاعات التي تملأ الدنيا وتوتر الحياة العامة للجزائريين. أم هذه صورة أخرى من صور الممارسة السياسية في الجزائر في سياق الصراع على السلطة. [email protected]