بيان لرئاسة الجمهورية يقول أن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تحسنت كثيرا، وهذا شيء جميل،...ويضيف البيان أن الفحوصات التي أجريت له بالمستشفى العسكري بعين نعجة كانت سليمة، لكننا نعلم والجميع يعلم أن الرئيس نقل إلى فال دوغراس المستشفى العسكري الفرنسي، فلماذا يتحدث البيان عن فحوصات مستشفى عين نعجة وليس الفحوصات التكميلية لفال دو غراس؟ أليس هذا تحايلا إعلاميا أو بالأحرى اتصاليا؟. أيضا هناك خللا في بيان الرئاسة، فالرئيس تحسنت صحته والأطباء أوصوه براحة، قلنا هذا جيد لكن ذات الرئاسة لم تخبرنا هل غادر الرئيس مستشفى فال دوغراس أم لا، وإذا غادر فإلى أين كانت وجهته؟ كان حري بالرئاسة التي أخبرت الجزائريين أن الرئيس أصيب بنوبة اقفارية عابرة وتم نقله إلى عين نعجة ومنه إلى فال دوغراس أن تخبرنا وتكمل خيرها إن غادر الرئيس المستشفى أولا هل عاد إلى الوطن أو أخد وجهة أخرى..وهذا اضعف الإيمان إذ من غير المقبول أن نقول للناس أن الرئيس دخل المستشفى ونخفي ان خرج منه أم لا؟. النقطة الثانية ذات صلة بالأولى، فالرئاسة أعلنت أن الرئيس عين بن صالح لتمثيله في مناسبة دولية، لكن ذات الرئاسة لم تقل لنا كيف تمت عملية التعيين؟. ما يهم في كل هذا ليس البيان في حد ذاته أو محتواه، وإنما أردنا فقط أن نلفت الانتباه إلى قصور العملية الاتصالية للمؤسسات الرسمية، بما يفيد أن هناك خللا وجب تداركه، فالاتصال يعني إعطاء المعلومة الصحيحة التي تقطع دابر الشك وتخمد نار الإشاعة ا ماذا كان الاتصال في حد ذاته يزيد من تغذية الإشاعة وفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة وخطيرة فهذا لا يمكن وصفه بالاتصال، قد يكون شئ آخر يراد به هدف أخر... والله اعلم بما تخفي الصدور.