يتساءل الرأي العام.. لماذا لم تستطع الأفالان عقد لجنتها المركزية لانتخاب أو تعيين خليفة بلخادم؟! هل الأمر يتعلق بصراع داخل الأفالان أم الأمر يتعلق بصراع من هم خارج الأفالان بالأفالان.! الحزب الذي لا يستطيع حل مشاكله التنظيمية، هل يمكن أن يطمئن إليه الشعب في حل مشاكل البلد في الحكومة والبرلمان وحتى الرئاسة.؟! واضح أن أجنحة السلطة تتصارع بالأفالان، ولا تتصارع داخل الأفالان.! فهذا الحزب لم يفقد حيوية قيادته ولم تفقد قيادته حكمتها فقط، بل حتى المناضلين فقدوا دورهم الحيوي المعهود والمشهود لهم به في فض النزاعات السياسية وغير السياسية داخل الحزب أولا، ثم داخل أجهزة الدولة ثانيا. عبد الرحمن بلعياط هذا الذي لا يريد عقد اللجنة المركزية ويريد ترك الحزب هكذا دون قيادة يعيش في المؤقت وبالمؤقت، معروف عنه أنه رجل الأزمات في الحزب.! فهو مهندس حكاية المؤامرة العلمية ضد مهري.! والتي ألحقت أضرارا فادحة بالحالة التنظيمية والنظامية والسياسية للحزب، وهو أكثر الناس في الأفالان الذين يمارسون السياسة بالأذن.! لذلك قال بلعياط إنه لن يدعو إلى عقد اللجنة المركزية إلا بموافقة الرئيس بوتفليقة.! ولكنه بدّل رأيه بمجرد أن انتقل الرئيس إلى فال دوغراس للعلاج.. فأصبح يقول: لا يمكن عقد اللجنة المركزية والرئيس على فراش المرض.! لأن ملك الوحي أوحى له بعدم عقد اللجنة المركزية، لأن المعطيات تغيرت عن ما كانت عليه قبل فال دوغراس.. وبطبيعة الحال تتغير قناعات سي عبد الرحمن وفق هذه المتغيرات؟! مصيبة الأفالان هي هذه الانتهازيات العالية التي تسود قيادتها والتي تحولت إلى سياسة مقرفة.! هؤلاء الأفالانيون الانتهازيون الذين يحبون الرئيس بوتفليقة بطريقة عجيبة غريبة، فيجمدون الحزب لأن الرئيس مريض، وكان المفروض أن يمارسوا هذا الحب للرئيس والولاء له، بتنشيط الحياة السياسية في البلاد وليس تجميدها.! لكن هؤلاء الذين طبّلوا للرئيس عندما كان في الرئاسة، هم أول من شحذ السكاكين لذبحه، عندما انتقل إلى فال دوغراس. فهل سيكنس الرئيس هؤلاء من الحياة السياسية عندما يعود؟! لا أعتقد ذلك، لأن الرئيس بوتفليقة كشف عن ضعف شديد في فراسته برجال الحكم.!