يعرض بالمتحف الوطني للفنون المعاصرة بالعاصمة، الفيلم الوثائقي ''ساقية سيدي يوسف'' الذي يعدّ أول فيلم تم تصويره مباشرة بعد قصف الجيش الفرنسي الاستعماري للساقية في 8 فيفري .1958 الفيلم للمخرج الفرنسي الراحل بيار كليمون، الذي آمن بالقضية الجزائرية وتعهّد بمساعدتها سينمائيا وهو الالتزام الذي هزّ حياته، وجعله يقاسم الجزائريين السجن لسنوات عديدة. تمكن المخرج الفرنسي بيار كليمون، خلال 15 دقيقة، مدة الفيلم، و''بالأسود والأبيض''، أن يصوّر حجم الدمار الذي خلّفه قصف الجيش الفرنسي لقرية سيدى يوسف، والذي راح ضحيته أزيد من 60 قرويا جزائريا وتونسيا. يبدأ الفيلم بالنشيد الوطني الجزائري، الذي اختاره المخرج في المقدمة، حيث يبرز العلم الوطني، وهو ما اعتبر تحديا كبيرا من طرف المخرج الفرنسي لجيش بلاده الاستعماري، في ذلك الوقت. ونقلت زوجته نيكول زين التي رافقته أثناء تصوير الفيلم، بعض مشاعر بيار كليمون وقالت خلال ندوة عقدت، بالمتحف بعنوان: ''سينمائي في مواجهة حرب الجزائر''، نظرة بيار كليمون ''تردد بيار قليلا قبل تصوير الفيلم، لأنه كان يعلم أنه سيدين الجيش الفرنسي، ولكن عندما فكر مليا في شعور الجزائريين الأبرياء، الذين راحوا ضحية القصف، قام بتصوير الفيلم وإبراز وحشية الاستعمار''. كما تحدثت عن الآلام الكبيرة والأيام الصعبة، التي قضاها المخرج الفرنسي في المعتقلات الفرنسية لإيمانه بالقضية الجزائرية ''وقع بيار عقب تصويره للفيلم، في أسر الجيش الفرنسي لعدة سنوات بعد أن تم إدانته لالتقاطه تلك الصور''. وتحدّثت أرملته نيكول زين، عن ظروف تصويره للفيلم بعد أن قرر المستعمر الفرنسي إبادة القرية كليا وقالت: ''لقد توجّه بيار إلى تونس في جوان 1957 لإنجاز سلسلة أفلام وثائقية لكن وقعت حادثة ساقية سيدي يوسف، وسارع مباشرة إلى القرية ووضع عتاده وخبرته السينمائية تحت تصرف القضية الجزائرية، وذلك بالتنسيق مع مصلحة الإعلام بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، التي ساعدته في إنتاج الفيلم لتحريك الرأي العام العالمي. وعن جرائم فرنسا الاستعمارية قالت زوجة المخرج: ''فرنسا بحاجة إلى الحديث اليوم عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر وكشف الحقائق أكثر من الجزائر، الاعتراف بجرائم الإستعمار يحمي شرف فرنسا، لأن كل الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر هي ضد مبادئ الجمهورية الفرنسية الثلاث ''حرية. مساواة. أخوة''. وفي أرشيف بيار كليمون الذي يُعدّ مصدرا سينمائيا للبحث وفهم التاريخ، ثلاثة أفلام عن الثورة الجزائرية. فبالإضافة إلى فيلم ''ساقية سيدي يوسف''، قام بتصوير فيلم على طول خط موريس بعنوان ''جيش التحرير الوطني يقاتل'' واللاجئون الجزائريون، وهو أرشيف محفوظ بمكتبة التوثيق الدولي المعاصرة بجامعة غرب نانتير بفرنسا.