هددت جماعة إسلامية مقاتلة ضمن صفوف الثورة السورية، تنشط تحت اسم لواء التوحيد، بنقل المعركة إلى لبنان، وقد جاء هذا التهديد ردا على دعم حزب الله النظام السوري وتصريحات زعيمه حسن نصر الله التي وعد فيها باستمرار هذا الدعم وبتحقيق "النصر" في القصير. حسب الفيديو الذي تناقلته، يوم أمس، مختلف المواقع، فقد قال قائد المجلس الثوري العسكري في محافظة حلب، عبد الجبار العكيدي، إنه "رداً على تورّط حزب الله اللبناني بدماء أهلنا المحاصرين بالقصير واحتلال أراضينا... سنقوم نحن قوات المجلس الثوري العسكري في محافظة حلب متمثلة بأبطال لواء التوحيد وبمشاركة ثوار القلمون والقصير باستهداف مقرات الحزب وشبيحته أينما وجدت على الأراضي اللبنانية والسورية"، ثم طالب الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بكافة طوائفه بلجم "عصابات هذا الحزب المجرم وإلاّ سنضطر إلى تحويل المعركة إلى الأراضي اللبنانية وستطال صواريخنا المتطورة ما بعد الضاحية الجنوبية". كما دعا العكيدي من سماهم ب«ثوار حلب الأبطال إلى دكّ معاقل حزب الله في بلدتي نبّل والزهراء، وذلك رداً على اعتداءاته الوحشية المتكررة على شعبنا وأهلنا". وقال إن ألف مقاتل جاؤوا من حلب لنصرة القصير، ووعد باستقدام 10 آلاف مقاتل إضافي ومواصلة القتال. هذه التطورات إذا ما مورست على الأرض، فإنها تعني، حسب إجماع المراقبين، أن الحرب في سوريا تكون قد أصبحت بالفعل حربا إقليمية، حتى وإن كانت الإقليمية لا تعني في حقيقة الأمر أكثر من امتدادها إلى لبنان، وفي أوسع الاحتمالات انتقال شرارتها للعراق، الذي لا تقل أوضاعه هشاشة عن هشاشة الوضع في لبنان. وبموازاة هذا نقلت مصادر صحفية عن رئيس هيئة الأركان العامة اللواء سليم إدريس، أن "عناصر حزب الله منظمون ومسلحون بشكل جيد، وهم مدعومون جويا من قبل قوات النظام... ونحن لا نملك إلا أسلحة خفيفة... وستكون هناك مجزرة في القصير التي يسكنها 50 ألف شخص محاصرون داخل المدينة"، لكن مع ذلك قال "أعد حسن نصر الله بأنه لن ينتصر في سوريا"، ثم طالب بمساعدات عسكرية وذخيرة ومضادات للدروع والطائرات إلى جانب إيجاد مناطق حظر جوي، ووقف التسليح الروسي للنظام ودخول المقاتلين الإيرانيين والعراقيين، حسب قوله، إلى سوريا. وفي ظل هذه الأجواء شرع مجلس الأمن الدولي في دراسة ما شاع عن قتل الجيش النظامي ومقاتلين أجانب لمدنيين من سكان القصير، بعد أن دعت الأممالمتحدة إلى التحقيق في مدى صحة الأخبار المتسربة من داخل هذه المدينة المحاصرة التي يحاول مقاتلو حزب الله افتكاكها من الجيش الحر بعد أن عجز الجيش النظامي عن تحقيق ذلك منذ أكثر من عام. ميدانيا تواصلت يوم أمس المواجهات بين عناصر الجيش الحر ومسلحي حزب الله بمحيط القصير، وحسب بيان المعارضة فإنه تم القضاء على ثمانية عناصر من حزب الله وأربعة من الجيش النظامي، وبالموازاة واصلت قوات النظام قصف بلدات عقربا والزبداني وبيت سحم بريف دمشق، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في أطراف مطار دمشق الدولي، وسط استمرار قصف قوات النظام على الزبداني ومناطق أخرى بريف دمشق. سياسيا تواصلت يوم أمس الأربعاء بالعاصمة طهران، أشغال المؤتمر الذي دعت إليه إيران، وهو شبيه بمؤتمر أصدقاء الشعب السوري، وقد شارك في هذا اللقاء ممثلون عن النظام السوري ومعارضة الداخل، بالإضافة إلى ممثلين عن أربعين دولة كلها من الدول المعروفة بتعاطفها مع نظام دمشق، وفي مقدمتها روسيا والصين. المؤتمر يهدف كما تقول طهران إلى تمهيد الطريق لإنهاء العنف والتوصل إلى تسوية سياسية، وتنظيم انتخابات تحت إشراف دولي، ووقف تدفق الأسلحة والأموال إلى أطراف الصراع، وإن كانت هي معروفة بتوفير كل ما يحتاجه جيش النظام من أموال وأسلحة. كما يهدف إلى إيجاد حل عملي للأزمة السورية بالطرق السياسية والسلمية. وبالجارة تركيا شرع المشاركون في اجتماع الائتلاف الوطني المعارض الملتقون بمدينة إسطنبول، في مناقشة موضوع مؤتمر جنيف الثاني المرتقب عقده الشهر المقبل. ومن المتوقع أن يعلن المجتمعون في ختام هذا اللقاء موقفهم من المشاركة فيه أو مقاطعته، وهذا بالرغم من أنهم سبق وأعلنوا أن أي حل يجب أن يبدأ برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.