حطت فرقة سيرك عمار رحالها الأسبوع الماضي في مدينة برج بوعريريج، بعد 150 سنة من ميلاده على يد مؤسسه ابن المنطقة، واعدة “البرايجية” بالفرجة التي سيصنعها أحفاد ابن منطقتهم سي احمد بن عمار القايد. بعد قرن ونصف، يعود نجوم السيرك عمار إلى مسقط رأس مؤسسه، أحمد بن عمار القايد، المولود سنة 1860ببلدية مجانة ببرج بوعريريج، وفضل أن يعطيه اسم والده، وهو لم يتجاوز العشرين سنة، كان مغرما بالعروض الفردية، فكوّن فرقة استعراض فريدة من نوعها، راقصات البطن من أولاد نايل وحيوانات أليفة وأخرى متوحشة، بينما اختص في ترويض الأحصنة، كونه خبير في تربية الخيول. وعندما ذهب إلى انجلترا لبيع خيوله العربية الأصيلة، استغل الفرصة لتقديم أول عرض تحت عنوان (الكهوف الجزائرية)، وتزوج من ماري بون فو، شقيقة مدير معرض للحيوانات المتوحشة، أنجب منها ستة أطفال، ومعا كونا فرقة تنقلت بين أوروبا وإفريقيا وآسيا. بعد وفاته سنة 1913، تسلمت زوجته المشعل رفقة أبنائها، ووسعت المؤسسة التي اتخذت سنة 1926 اسم “السيرك الكبير لمعرض الوحوش الإخوة عمار”. وفي سنة 1960 احتفل الابن الأكبر لأحمد بن عمار القائد بمرور مائة سنة على تأسيس المؤسسة العائلية، بالقيام بجولة في الجزائر، وبرج بوعريريج، وتم تسخير قطار من باريس ب54 عربة، تم نقلها في سفينة حتى الجزائر، قدم خلاله 23 عرضا. مر قرن ونصف على مولد أحمد بن عمار، عاد السيرك إلى مسقط رأسه الأسبوع الماضي، محملا باستعراضات لإمتاع أبناء برج بوعريريج بعروض فنية وبهلوانية وألعاب نارية، إضافة إلى ترويض الأسد والنمر وفرس النهر والفقمة لأول مرة والتماسيح. وأكدت السيدة وديان المكلفة بالإعلام في ردها على سؤال ل«الخبر” اعتبرت الأسعار منطقية بالنظر إلى تكاليف التنقل بين مختلف العواصم. مضيفة أن عائلة “توقني” الإيطالية المالكة ل«سيرك عمار” اليوم معروفة عالميا وجابت أوروبا وإفريقيا وآسيا، بفرقة تتكون من 70 منشطا من 11 دولة من بينهم جزائريين و30 حيوانا. ورغم أن أسعار التذاكر التي تراوحت قيمتها ما بين 900 و1500 دينار، و600 دينار بالنسبة لتلاميذ المدارس، فقد عرفت عروض السيرك إقبالا كبيرا للعائلات البرايجية المتعطشة لمتنفس.