تستقبل القرية الإفريقية بحظيرة بن عكنون طيلة أيام الأسبوع، أي من الأحد إلى الأربعاء على السادسة مساء وفي عطلة نهاية الأسبوع بمواعيد إضافية (الثالثة زوالا والثامنة والنصف ليلا والسادسة مساء)، استعراضات سيرك ''فلوريليجيو'' الذي يقدم أجمل برامجه التي صال وجال بها في ربوع العالم. يُعرف هذا السيرك الاستعراضي العالمي بفقراته الفنية المكثفة وبإخراجه المنفرد والمبدع، المستمد من الوحي الفليني الإيطالي، يسلب عقول الجمهور الصغير والكبير على حد سواء بعروض لا مثيل لها، وسبق له أن حقق نجاحا واسعا في جولاته بالجزائر في قصره القماشي وتحت قبته، حيث يخيل للبعض أن الاستعراضات مهربة من القرن ال19 لأصالتها وتفاصليها الفنية الكلاسيكية الرائعة والحالمة أيضا. بنى السيرك صورا لماضٍ كلاسيكي جميل، كان الإبداع أساسه، تقدم الأزياء برونق شديد، خاصة لباس الصناع وتقدم العربات الخشبية وعربات القوافل المرصعة بالمرايا والقطيفة، ومدن الألعاب القديمة، كما يبقى القصر الخشبي من الروائع التي تحمل مختلف الصناعات القديمة المليئة بالرموز والرونق. غالبا ما يحرص العرض على إثارة إحساس الحنين عند الجمهور من خلال استعراضات مرتبطة بالسيرك الكلاسيكي والتي بقيت محافظة على خصوصيتها عبر الأجيال ليراها الحفيد تماما مثلما رآها جدّه من قبل. يتجاوز هذا السيرك -ذو الصيت العالمي- فكرة إتقان العرض، بل إنه يخلق فضاء من السحر والدهشة والراحة النفسية عند الجمهور. يعشق الحضور فقرات بعينها كاستعراض ''طرزان'' و''العرائس'' و''الحيوانات'' و''الغابة'' و''الضحك'' ليصفق الجميع في آن واحد: ''رائع''. ساهم هذا السيرك في المشهد الثقافي الإيطالي لعقود طويلة منذ أوائل القرن الماضي، كما اشتهر هذا السيرك -كذلك- بترويضه للحيوانات وبالتهريج، علما أن هذا السيرك ظل مؤسسة عائلية أسسها تونيي (19511919)، كما تطورت العروض مع الجيل الثالث للسيرك، سواء في المحتوى أو الاستعراض.للإشارة، فقد شهد هذا السيرك ابتداء من سنة 1951 تقسيما إذ تحول الى سيرك من ثلاثة أقسام وهكذا ازداد صيته وأصبح يؤطر مهرجانات عالمية للسيرك منها مثلا مهرجان ''مونت كارلو''. برنامج سيرك ''فلوريليجيو'' يتواصل طيلة شهر رمضان الكريم، حيث ستنطلق استعراضاته كل سهرة ابتداء من العاشرة ليلا.