شيعت عصر أمس جنازة الشاب محمد بودواية، 28 سنة، مؤذن مسجد "أبو بكر الصديق" في بلدية أولاد رياح بتلمسان، في جو خيم عليه الحزن والحسرة، بعد يوم من العثور عليه مشنوقا بحبل معقود بسقف قاعة الصلاة. @اقتربت "الخبر" من محيط محمد وسألت من يعرفه عن أسباب هذه النهاية المأساوية، وهو المعروف بارتياده المسجد منذ صباه. أحد رواد المسجد الذي كان يرفع فيه محمد صوت الأذان، قال إن سكان القرية يشهدون له بدماثة الخلق والاستقامة إلى درجة أنهم كانوا يقدمونه ليؤم بالمصلين وظل على هذه الحال طيلة عشر سنوات. ساكن آخر بالقرية ومقرب من عائلة محمد، روى أن الساعات الأخيرة في حياة المؤذن المنتحر كانت عادية إلى درجة أنه تسوق بمدينة الرمشي بطلب من شقيقته واقتنى طقما من الأكواب. وأضاف أنه أثناء رحلة التسوق، اشترى قطعة حبل لم يكن يدري أحد أنه سيكون الوسيلة التي سيرحل بها عن هذه الدنيا. ولأنه كان يشتغل بالمسجد مؤذنا في إطار عقود ما قبل التشغيل، كان محمد يضطر للعمل كحلاق بأحد محلات القرية في الشارع الرئيسي للقرية. ويروي شهود عيان ل«الخبر" أنهم لاحظوا محمد يوم الحادثة، وهو يكثر من الخروج من المحل للرد على مكالمات هاتفية، قبل أن يغادر المحل قاصدا المسجد وحالة اضطراب شديد بادية عليه. وحول ما تردد بشأن انتمائه السياسي، أكد رئيس بلدية أولاد رياح ل«الخبر" أنه لم يسبق للضحية الانتساب إلى أي حزب سياسي، بل كان شخصا عاديا يعيش ظروفا اجتماعية قاسية نوعا ما. من جهة ثانية، أكد محققو الدرك الوطني أن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن المؤذن توفي جراء شنق نفسه بالحبل، مستبعدا فرضية وقوعه ضحية جريمة قتل، مشيرين إلى أن التحقيق في ملابسات الحادثة متواصل وأن استغلال المعلومات المتعلقة بالاتصالات الهاتفية التي أجراها قبل انتحاره ستكون فاصلة، وقد تساعدهم في فك لغز ما وقع.