نقترح تنظيم ندوة مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب شدد ماسارو ساتو، الناطق الرسمي المساعد للخارجية اليابانية ومدير مركزها الدولي للإعلام، على "حرارة" العلاقات بين الجزائر وطوكيو "رغم صدمتنا الكبيرة بعد مقتل عشرة يابانيين في اعتداء تيڤنتورين"، مؤكدا، في حوار أجرته معه "الخبر" بمدينة يوكوهامااليابانية، على هامش أشغال الدورة الخامسة ل«تيكاد"، على استمرار الحكومة اليابانية في دعم الجزائر، وداعيا إلى تنسيق الجهود بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. ما موقع الجزائر من خريطة الاهتمامات اليابانية؟ فيما يتعلق بالعلاقات بين اليابانوالجزائر فإن طوكيو اعترفت بالوجود الجزائري حتى قبل الاستقلال، عبر اعترافها بجبهة التحرير الوطني، أما في الوقت الحالي فإن الثروات الطبيعية للجزائر، خاصة في مجال المحروقات، دفعت بالكثير من الشركات اليابانية إلى الاستثمار فيها. وعليه فلن آتي بجديد إذا أكدت لكم بأن الحكومة اليابانية تواصل دعمها للجزائر، وفي 2012 احتفلنا بالذكرى الخمسين للعلاقات بين الجزائرواليابان، وبعد خمسين سنة من الآن ستكتشفون إصرارنا على تقوية هذه العلاقات الودية بين البلدين. لكن العلاقات بين طوكيو والجزائر شهدت بعض التوتر بسبب اعتداء تيڤنتورين، كيف تقيمونها اليوم، بعد مرور 5 أشهر على الاعتداء؟ يجب ألا نتجاهل حقيقة أن مقتل 10 يابانيين في عملية تيڤنتورين الإرهابية، أحدث صدمة كبيرة لدينا، لكن المفروض على طوكيو والجزائر تجاوز هذه المحنة، والحكومة اليابانية من جهتها ستعمل كل شيء لمساعدة الجزائر على تجاوزها، وأغتنم هذه الفرصة للتذكير بالموقف الياباني الداعي إلى ضرورة الاستمرار في مقاومة الإرهاب، وكان هذا الموضوع محور اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء الياباني، شينزو أبي، ورئيس مجلس الأمة الجزائري، عبد القادر بن صالح. طوكيو من جهتها قدمت كل الدعم لدائرة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، كما تقترح تنظيم ندوة مع الجزائر خاصة بمكافحة الإرهاب، وفي هذا الاتجاه سيزور وفد ياباني الجزائر خلال أسبوع من أجل التشاور في هذه المبادرة. كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الجزائرواليابان بعد اعتداء تيڤنتورين الإرهابي وفي ظل الأزمة العالمية التي تعصف باقتصاديات كبرى الدول؟ نحن في اليابان نعرف تماما إمكانيات الجزائر الكبيرة، فثرواتها الطبيعية، خاصة في مجال النفط، كثيرة، وغالبية شعبها شباب، إضافة إلى تواجدها القريب من أوروبا والشرق الأوسط، وهو مجلب اهتمام أكيد للشركات اليابانية، وليس غريبا أن تفكر حكومتنا في تنظيم ندوة مع نظيرتها الجزائرية، قد تضم أيضا ممثلين عن المجتمع المدني، ويتمركز النقاش في هذه الندوة حول التجارة الخارجية والاستثمار لفي الجزائر. ألا تعتقدون بأن الاقتصاد وحده لا يكفي لتعزيز العلاقات بين البلدين؟ العلاقات الاقتصادية بين البلدين مهمة جدا، لكننا في نفس الوقت لا نغفل ضرورة توسيع التعاون إلى مجالات أخرى حيوية، كما هو الشأن مثلا بالنسبة لقطاع التربية، ومن خلال توصيات ندوة طوكيو الخامسة لدعم التنمية في إفريقيا (تيكاد) أمكن تعزيز التعاون في هذا المجال، خاصة وأن مدرسة "ماهين" في اليابان تهتم بتكوين المكونين التربويين في المنطقة.