دخل تلاميذ بثانوية طريق الشبلي "علي تواتي" في بوفاريك في اشتباكات وتلاسن حاد مع المراقبين، خلال إجرائهم امتحان الفلسفة في اليوم الثالث من امتحان البكالوريا بالبليدة، وتطورت لهجة التلاميذ المحتجين على صعوبة امتحان الفلسفة إلى تحطيم زجاج بعض النوافذ والاشتباك مع أساتذة مراقبين، حاولوا منعهم من الغش وتهدئة ثورتهم. تدخل عناصر الأمن والدرك الوطني والحماية المدنية بعد إبلاغهم بالحادث، وأفادت المعلومات الأولية المتوفرة لدى "الخبر" بأن مديرة التربية تنقلت إلى مركز الامتحان وعاينت الفوضى التي امتدت إلى كل الأقسام ال18 في تخصص أدب عربي، وتمكن التلاميذ المحتجون من فرض سيطرتهم واستعانوا بكراريسهم في عملية غش جماعي باستعمال القوة، إذ لم يستطع المراقبون من التدخل ومنعهم. وقد رفض الأساتذة المراقبون التوقيع على محاضر التسليم عند نهاية الامتحان في حدود الواحدة ظهرا في بادئ الأمر، لكن رئيس المركز أقنعهم بالتوقيع مع تدوين ملاحظاتهم حول مجريات امتحان الفلسفة، ووقع المراقبون في الأخير على محضر سير الامتحان، مع تدوين ملاحظة "وقوع غش جماعي بكل الطرق والأساليب". أراد المراقبون، حسب المعلومات التي تحوزها "الخبر"، تبرئة أنفسهم من فضيحة غير مسبوقة بتاريخ امتحان البكالوريا في البليدة. وحاولت "الخبر" الاتصال بمديرة التربية، لكن تعذر عليها الحصول على أي توضيحات، فيما نقلت المشكل إلى المكلف بالإعلام لدى المديرية، السيد فتوح، وأعلمته بما وقع وتعهد بالاستفسار وتوضيح ما حصل، لكنه لم يعاود الاتصال ولم يرد على هاتف "الخبر". وفي تلمسان، أكد مدير التربية أن الاحتجاج الذي وقع صباح أمس بمركز ثانوية المشور المخصص لطلبة شعبة الآداب والفلسفة، كان بعد ضبط المكلفين بالحراسة لخمسة تلاميذ في وضعية تلبس لمحاولة الغش في امتحان مادة الفلسفة، بعد دقائق قليلة من توزيع أوراق ومواضيع الامتحان، وهو الموضوع الذي احتج بشأنه التلاميذ، مدعين أنه لم يرد في المقرر الدراسي، وهو ما نفاه مدير التربية الذي أكد أنه قام بإشعار الديوان الوطني للامتحانات ووزارة التربية، وشهدت ساحة المركز احتجاجا من قبل عشرات الطلبة الذين اعتبروا أسئلة الفلسفة غامضة وفي غير متناولهم. وعرف مركز امتحان الشهيد مجاوي بمدينة الرمشي فوضى عارمة أربكت الممتحنين، بعدما أصيبت تلميذة بنوبة من البكاء بعد اطلاعها على موضوع الفلسفة، وقامت بمغادرة قاعة الامتحان ليلتحق بها بعض التلاميذ الممتحنين قبل أن يعودوا أدراجهم. وفي تيسمسيلت أقصي أربعة مترشحين أحرار من امتحان شهادة البكالوريا في اليوم الأول بسبب الغش، حيث ضبط هؤلاء في مركزي بيطاط وعين البرج في شعبة أدب وفلسفة. وحسب مصادر من مديرية التربية، فإن الحراس ضبطوهم في حالة غش مستعملين تكنولوجيا الاتصال مثل "الكيتمان" و«البلوتوث". ويجمع المراقبون والملاحظين على أن أحسن وسيلة لمحاربة الظاهرة هي تزويد مراكز الامتحانات بأجهزة التشويش.