منع سكان المدينة القديمة “بلاص دارم” بعنابة، أمس، مصالح الحماية المدنية والأمن الوطني لأكثر من 7 ساعات من انتشال جثة الضحية “ع. ش«، 48 سنة، معلمة بمتوسطة “النصر”، من تحت أنقاض بناية قديمة انهارت عليها في حدود الساعة الثانية صباحا. وجد أعوان الحماية المدنية والأمن الوطني، منذ أن تم إخطارهم في حدود الساعة الثانية صباحا بوقوع حادث انهيار البناية القديمة، التي كانت تقيم فيها الضحية بنهج “شهاب أحمد”، صعوبات كبيرة في الاقتراب من المكان، بسبب الاحتجاجات العنيفة للسكان الذين أقدموا، منذ الدقائق الأولى للانهيار، على غلق جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى مكان تواجد البناية المنهارة، حيث استخدموا المتاريس والحجارة، ما تسبب في عزل تام للمنطقة وجميع المرافق العمومية والعسكرية المحاذية لها، على غرار مركز التجنيد الوطني وكلية الحقوق والمدرسة الابتدائية 19 جوان وكذا المستشفى الجامعي “ابن سينا”، ما اضطر سائقي سيارات الإسعاف إلى تغيير وجهة السير نحو مسالك أخرى لنقل المرضى صوب مصالح المستشفى. وأرجع السكان المحتجون سبب انهيار البناية والتصدعات التي رافقت جدران البنايات المجاورة لها، في الآونة الأخيرة، إلى الحفريات وأشغال البناء التي صاحبت عملية إنجاز مشروع الفندق الضخم “شيراطون عنابة”، إضافة إلى وجود أشغال أخرى في نفس المحيط تقوم من خلالها شركة صينية بترميم بناية ضخمة كانت تابعة سابقا إلى وزارة التعليم العالي، قبل أن يتم ضمها مؤخرا إلى احتياطات أملاك الدولة، ما أدى، حسب السكان، إلى تسجيل يومي لهزات على مستوى أساسات البنايات القديمة المحيطة بالمشروعين، والتي طالما حذر منها السكان مختلف المصالح المعنية، إلى غاية وقوع، حسبهم، “الفأس في الرأس” ومقتل امرأة بريئة يشهد لها جميع سكان الحي بالأخلاق والطيبة. وتمكن رئيس البلدية، في حدود الساعة التاسعة صباحا، بعد 7 ساعات من المفاوضات، من إقناع السكان بالسماح لمصالح الحماية المدنية بانتشال الجثة من تحت الأنقاض ونقلها إلى مصلحة حفظ الجثث.