لقيت معلمة في ساعة مبكرّة من صبيحة يوم أمس ،مصرعها إثر انهيار بناية متكونة من طابق أرضي زائد طابقين علويين كائنة بالمدينة القديمة "لابلاص دارم" بعنابة ،فيما أصيب جارها بجروح متفاوتة الخطورة نقل على إثرها للمستشفى تفاصيل الحادثة المأساوية استنادا إلى ما نقله شهود عيان “لآخر ساعة” ،تعود إلى حدود السّاعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة إلى السبت ،حيث استيقظ سكان المدينة القديمة على صوت دوي انهيار بقايا جدران منزل مهدم تابع لديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية ،على بناية تقطنها سبع عائلات ،على الفور تنقلوا إلى عين المكان للاستفسار فكانت المفاجأة جد مأساوية و غير متوقعة، حيث عثر على المسماة “علواني الهذبة “ البالغة من العمر 48 سنة جثة هامدة تحت الأنقاض ،فيما عثر على شخص آخر في حالة صحية حرجة ،على جناح السرعة تدخل الجيران وقدموا الأخير يد المساعدة للشخص الجريح ،حيث نجحوا في استخراجه من تحت الأتربة إلى خارج البناية المنهارة من خلال نافذة ،في حين رفعت الأتربة والحجارة على الضحية و انتشلت جثتها بصعوبة من تحت الأنقاض بحضور وحدات الحماية المدنية وعناصر الشرطة المختصة إقليميا، وفي جو ملؤه الحزن والأسى لفراق المعلمة التي تدرس بإحدى المؤسسات التعليمية المتواجدة بعزابة ولاية سكيكدة ،تمت تغطية الجثة بسجادة حمراء وتركت عمدا فوق الأتربة من طرف الجيران ،داخل المبنى المنهار لمدة ثماني ساعات في محاولة منهم إجبار المسؤولين على التدخل لرؤية المنظر المأساوي عل وعسى تستفيق ضمائرهم الميتة على حد تعبير ممن أوردونا الخبر، والذين أكدوا بان الحادثة ضحاياها ليس الفقيدة والشخص المصاب بجروح فقط ، وإنما تعدت ذلك لتشمل سبعة عائلات أجبرت على إخلاء منازلها واللجوء إلى أحضان الشارع اثر انهيار البناية والتي تجتمع كلها تحت سقفها ، في السياق ذاته يمكن الإشارة أن جثة الضحية وبعد احتجازها لمدة ثمانية ساعات تم تحويلها إلى مصلحة الطب الشرعي وبأمر نيابي تم تسليمها إلى ذويها دون إخضاعها لعملية التشريح حيث حولت إلى مسقط رأسها “بوشقوف” للدفن ، يذكر أن الضحية غير متزوجة وليس لديها أطفال ، وتقطن بمفردها بالمدينة القديمة . السكان يقطعون الطريق وسط تأهب أمني حذر من جهتها فجرت حادثة وفاة المعلمة “علواني الهذبة “ البالغة من العمر 48 سنة ، غضب سكان الحي ضد السلطات المحلية و الولائية ،حيث أقدم العشرات فور انتشال جثة الضحية من تحت الأنقاض ،على قطع الطريق الرابط بين المدينة القديمة ومشروع انجاز فندق شيراطون ،أمام حركة المرور وسط تعزيزات أمنية مشددة ،تنديدا بتواصل مسلسل انهيارات المباني على مرأى ومسمع من المسؤولين وكذا احتجاجا على المشروع في حد ذاته باعتبار انه السبب في حادثة الانهيار على حد تعبير الساخطين على المسؤولين المحليين ...والذين أكدوا “لآخر ساعة” بان البناية التي انهارت قديمة وآيلة للسقوط في آية لحظة ودون سابق إنذار ،و زادت الأشغال الجارية بورشة الشيراطون الكائنة بمحاذاتها الطين بلة ،حيث تسببت أشغال الحفر في هشاشة الأرضية وكذا تصدع بقايا جدران المنزل المهدم الكائن خلف البناية التي شهدت الحادثة ،مما أدى إلى سقوطها ومنه مقتل الضحية ، هذا ورفض السكان العدول عن قرارهم قبل تدخل السلطات الولائية ، ..مما اضطر رئيس بلدية عنابة إلى عين المكان في محاولة منه امتصاص غضب الثائرين ،حيث عاين مسرح المأساة ووقف على الجثة مرمية فوق الأنقاض وبعد تقديمه واجب العزاء وقراءة فاتحة الكتاب على روح المرحومة اتخذت الإجراءات اللازمة واقترح ترحيل العائلات السبعة التي نجت من حادثة الانهيار إلى احد المراكز مؤقتا إلى حين إيجاد حل نهائيا لها ...الجدير بالذكر أن احتجاج السكان بقطع الطريق استمر إلى غاية وقت متأخر من عشية يوم أمس . اجتماع طارئ بمقر الولاية للتباحث بشأن قضية انهيارات مباني المدينة القديمة من المرتقب أن يجتمع اليوم بمقر الولاية ،الوالي محمد الغازي برئيسي دائرة و بلدية عنابة و مديرين وممثلين عن مختلف المديريات على غرار مديرية الثقافة ، البناء والتعمير ، ديوان الترقية والتسيير العقاري ،مديرية أملاك الدولة ،بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسة سونلغاز بحضور عدة أطراف أخرى ،للتباحث بشأن قضية انهيار المباني بالمدينة القديمة “لابلاص دارم” ،وإيجاد حلا من شانه وضع حد لمثل هذه الحوادث وسط الحي حفاظا على أرواح قاطنيه ،وذلك استنادا إلى ما كشفت عنه مصادر مؤكدة “لآخر ساعة” ،والتي أفادت بأنه سيتم كذلك فتح ملف دراسة وضعية السكان من اجل العمل على إعادة إسكان ممن تتوفر فيهم الشروط للاستفادة من السكن الاجتماعي ومحاربة المتطفلين ممن استغلوا سكنات من استفاد أصحابها في وقت سابق.