أفادت نشرة صحية رسمية خاصة بتطورات مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بأنه “يقضي فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي بفرنسا لتعزيز التطور الإيجابي لحالته الصحية”. ووقع النشرة طبيبان عسكريان برتبة عقيد، يتابعان تطورات حالة الرئيس الصحية. صدرت النشرة الصحية أمس عن رئاسة الجمهورية، نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، جاء فيها أن الرئيس تعرض بتاريخ 27 أفريل 2013 لجلطة دماغية، وأن الفحوصات الأولية التي أجريت عليه بمستشفى عين النعجة العسكري “أشارت إلى الطابع الإقفاري للأزمة دون أثر على الوظائف الحيوية”. ووقع على الوثيقة الطبية أستاذان في الطب، أحدهما يسمى محسن صحراوي والثاني مرزاق مترف. وأوضحت أنه “تم على إثر هذه الفحوصات تقديم العلاج المناسب قبل نقله إلى المستشفى الفرنسي “فال دوغراس” العسكري، لإجراء فحوصات إضافية أوصى أطباؤه على إثرها بخضوعه لفترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي بمؤسسة “ليزانفاليد”، بغية تعزيز التطور الإيجابي لحالته الصحية”. وتعد النشرة الصحية حول تطورات مرض الرئيس أول مبادرة من نوعها تقوم بها السلطات منذ 27 أفريل الماضي، تاريخ الإعلان عن إصابة الرئيس ب “نوبة إقفارية عابرة”. ولم توضح مدة التأهيل الوظيفي الذي يخضع له بوتفليقة ولا متى يعود إلى البلاد. ولا يعرف لماذا لم تصدر مثل هذه النشرة الصحية في وقت سابق وجاءت بعد مرور أكثر من 45 يوما على علاج الرئيس في الخارج، خصوصا أن الكثير من الأحزاب طالبت بمعرفة وضعيته الصحية، في سياق مطالبة بعضها بتفعيل المادة 88 من الدستور. ومن الواضح أن الجهة التي أمرت (أو سمحت) بنشر الوثيقة، فعلت ذلك بسبب الضغط المركّز داخليا وخارجيا، بخصوص طول فترة علاج الرئيس بفرنسا، وعدم إظهار أي صورة له للدلالة على أنه “يتعافى” كما يردده الخطاب الرسمي. ولا يمكن فصل النشرة الصحية أيضا عن الجدل الحاد الذي أثاره موقع إلكتروني فرنسي، الليلة ما قبل الماضية، عندما نشر بأن الرئيس الجزائري “أصبح فاقدا للوعي ولم يعد بمقدوره مواصلة تسيير الحكم”. كما قال إنه لن يرأس الاحتفال بذكرى الاستقلال في 5 جويلية المقبل. وذكر الموقع الإلكتروني أنه استقى هذه المعلومات من “مصادر حسنة الاطلاع”. واللافت في النشرة الصحية، أنها تكشف لأول مرة بأن طبيبين جزائريين يتابعان تطورات حالة الرئيس الصحية. وقالت مصادر عليمة ل “الخبر” إن الأمر يتعلق بطبيبين عسكريين يمارسان بمستشفى عين النعجة، أحدهما رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية، وكلاهما يحمل رتبة عقيد. ولكن لا يعرف إن كانا يرافقان الرئيس منذ نقله إلى فرنسا. وكان طبيب أمراض القلب رشيد بوغربال أول من خاض في مرض الرئيس، عندما قال في 27 أفريل إنه تعرض في منتصف النهار و30 دقيقة من نفس اليوم، “لنوبة إقفارية عابرة لم تترك آثارا”. وأوضح بأن “الفحوصات الأولية قد بوشرت وينبغي أن يخضع فخامة رئيس الجمهورية للراحة لمواصلة فحوصاته”، مشيرا إلى أن “حالته الصحية لا تبعث على القلق”. وتولى بوغربال التصريح رسميا حول مرض الرئيس لمدة أسبوع، ثم توقف فجأة لأسباب تثير الاستغراب. ولاحت شكوك قوية فيما بعد، بخصوص التطمينات حول مرض الرئيس، لسببين. الأول طول مدة العلاج في فرنسا وانتقاله من “فال دوغراس” إلى هيكل طبي عسكري آخر لمواصلة العلاج، والثاني عدم إظهار صور للرئيس للدلالة على أنه فعلا يتحسن صحيا. وتأتي النشرة الصحية بعد يومين من دعوة الوزير الأول، الرجل الثاني في السلطة التنفيذية، عبد المالك سلال، إلى “الكف عن التركيز على صحة الرئيس”. وتساءل عن سبب عدم الاهتمام برؤساء أجانب يعالجون في الخارج !!. فهل تعد هذه النشرة خطوة أولى ستعقبها نشرات صحية أخرى ؟ عدم تقديم أي فترة محددة لما سمي ب “إعادة تأهيل وظيفي” ترجح انتظار صدور نشرات أخرى.