كان جمهور اللقاءات السينماتوغرافية ببجاية، في اليوم ما قبل الأخير، على موعد مع السينما الكمبودية، من خلال عرض فيلم “السبات الذهبي” للمخرج الكمبودي الشاب دابي شو الذي فتح للجمهور البجاوي، عبر فيلمه، صفحة واسعة حول مأساة الحرب التي قادها الخمير الحمر وسيطرتهم على “بنون بان” وشروعهم في محاربة كل ما هو إبداع، خاصة النشاط السينمائي، بعد أن قرّروا غلق جميع قاعات السينما وتحويلها إلى مراقد ومحلات للتخزين وأتلفوا جميع الأفلام المنتجة فلم ينج من مجموع 400 فيلم إلا أقل من عشرة أفلام. وركز المخرج على مجموعة من الوجوه السينمائية الكمبودية التي تصدت للخمير الحمر، وواصلت التصوير السينمائي داخل وخارج الفيتنام الشمالي، منها بطلة السينما الفيتنامية داي سابث التي استطاعت الحفاظ على بعض الأرشيف الذي تستخدمه اليوم، بالإضافة إلى المخرج الفرنسي مارسيل كامو الذي أخرج فيلم “طائر الجنة” والممثلة الكمبودية المقيمة حاليا بفرنسا شوك راث وغيرهم. وقال المخرج دابي شو: “إن صمود الكمبوديين شبيه كثيرا بصمود التونسيين والمصريين والجزائريين أمام التطرف”. وعرف اليوم الرابع من الأيام السينماتوغرافية، عرض فيلم “يا من عاش” للمخرجة الفرنكوتونسية، هند بوجمعة، عالج قصة امرأة تونسية مطلقة وأم لأربعة أطفال، تتخذ حياتها مسارا مأساويا بسبب ظروف العيش ونظام بن علي، بينما يرفض النظام الجديد تقبلها، بعد أن انغمست في عالم الانحراف. وتمكن، من جهته، المخرج التونسي سامي تليلي من حبس أنفاس الجمهور، بمشاهد فيلمه “يلعن بو الفوسفات”، وعاد الفيلم بالجمهور إلى جانفي 2008، حيث بدأت قصة انتفاضة سكان قرية “الردائف” التي يتواجد فيها أكبر منجم للفوسفات، ضد نظام بن علي. وحسب المخرج، لم تبدأ ثورة الياسمين في قرية سيدي بوزيد وإنما في “الردائف” التي تنكّر لضحاياها الجميع، حتى النظام الحالي. واستطاع المخرج إبراهيم البطوط، من جانبه، أن يشد انتباه الجمهور، من خلال فيلم “شتاء الفتنة”، إذ قدّم صورة عن إفرازات مرحلة ما بعد ثورة 25 جانفي 2011 بمصر. كما عرضت أفلام أخرى مثل “صيف في الجزائر” للمخرجين يانيس قوسيم وأمينة زوبير وغيره، بينما كان آخر فيلم عرض على الجمهور “اسأل ظلك” للمخرج الجزائري لامين عمار خوجة الذي عالج خيبة أمل الشباب الجزائري.