الشعب المصري في ميدان التحرير كما كان في العام الماضي، فهل يشجع هذا المشهد الجمهور على متابعة أفلام الثورة التي لم يسعفها الحظ في النجاح، قبيل اندلاع الثورة مجدداً؟ وهل تنشّط ثورة يناير 2012 السينما المصرية؟ خصوصاً أن غالبية الأفلام المعروضة راهناً والتي ستعرض تتعلق بها؟ أفلام كثيرة تحفل بها رزنامة 2012، تتناول الثورة المصرية من وجهات نظر مختلفة، يأمل صناعها في أن تشبع نهم الجمهور في متابعة خفايا ما حصل على الأرض على الشاشة الكبيرة· أبرز هذه الأفلام جاء بعنوان (18 يوم)، بطولة هند صبري ومنى زكي وأحمد حلمي وآسر ياسين... يشارك في صناعته كاملة أبو ذكري ويسري نصر الله وتامر حبيب ومروان حامد· عرض الفيلم في مهرجانات عالميّة ونال جوائز محلية وعالمية، فيما تأجل عرضه في صالات مصر بسبب الأحداث السياسية، بالإضافة إلى أن قرار عرضه في ميدان التحرير وعلى شاشة قناة (النيل للأخبار) حال دون عرضه تجارياً، علماً أن صناعه كانوا قد أكدوا سابقاً أن العرض في ميدان التحرير لن يؤثر على العرض التجاري لأن جمهور السينما مختلف، ما يعني أن الفيلم قد يحقق إيرادات جيدة بعد عرضه في الصالات· يسجل (التحرير 2011) شهادات حية لضباط في وزارة الداخلية، ويشارك في إخراجه كل من عمرو سلامة وآيتن أمين وتامر عزت· عُرض الفيلم تجارياً في صالات محدودة قبل أن يُرفع تدريجاً، من ثمّ عرض على شاشة التلفزيون بعد اندلاع الثورة مجدداً، فحقق نسبة مشاهدة أعلى من تلك التي حققها أثناء عرضه التجاري· (الشتا اللي فات) بطولة عمرو واكد وإخراج ابراهيم بطوط، يعتبر من أول الأفلام التي بدأ تصويرها في ميدان التحرير أثناء الثورة، إلا أن العمل فيه لم ينتهِ بعد· من المقرر عرضه في الصالات تجارياً بمجرد الانتهاء من تصويره بحسب الاتفاق بين واكد والبطوط· مشاهد حيّة يشارك في فيلم (ريم ومحمود وفاطمة) للمخرج يسري نصرالله كل من منة شلبي وباسم سمرة، فيما السيناريو كتابة جماعية· يرصد الفيلم أحداث ما بعد الثورة التي لم تنته بعد، لذا يمزج بين السينما الروائية الطويلة والسينما التسجيلية، إذ يتم تصوير مشاهد حية بأبطالها الحقيقيين، وأخرى مع أبطال الفيلم· أما (حظ سعيد)، فيتناول ثورة يناير ويوثقها بأسلوب كوميدي مع أحمد عيد الذي يجسّد شخصيّة شاب ثوري، ومي كساب في دور زوجته التي تحاول منعه من النزول إلى ميدان التحرير والمشاركة في التظاهرات· يوضح عيد أن الأحداث في ميدان التحرير قد تكون سبباً في إعادة الجمهور إلى السينما السياسية، بعد فترة فضل فيها الأخير متابعة برامج ال (توك شو)، وانشغل الصناع بتقديم أفلام لا تمتّ إلى الأحداث بصلة· وجهة نظر سينمائية يوضح يسري نصر الله أن مهمة المخرج ليست نقل الواقع بطريقة تسجيلية، إنما مع وجهة نظر سينمائية، كي لا يتحول الفيلم السينمائي إلى مقال صحافي أو موضوع في جريدة· ويضيف أن جمهور السينما السياسية ربما انشغل لفترة عن السينما بما يحدث على الساحة، لكنه سيعود إليها سريعاً بالتأكيد· أما المخرجة كاملة أبو ذكري فتتمنى أن تنشّط هذه الأفلام وغيرها السينما المصرية بعد فترة ركود، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ستكون أفضل، لكن مع قليل من الصبر والمثابرة· من جهته، يؤكد عمرو واكد أن هذه النوعية من الأفلام مهمة لارتباطها بالواقع السياسي، من دون أن ينفي أهميّة الأفلام من نوعيات أخرى، لكن الجمهور اليوم يفضل متابعة كل ما يربطه بالأحداث من حوله· ويتمنى واكد أن تكون الأحداث الأخيرة دافعاً لتنشيط الصناعة السينمائية·