في تحول جديد، قررت شركة المبادرة الصناعية ديزيرتك التخلي عن فكرة تصدير الطاقة الكهربائية المتجددة المنتجة في منطقة المغرب العربي باتجاه أوروبا، وأشار مسؤولون قائمون على مشروع إنتاج الطاقة الشمسية إلى أن المشروع المعتمد منذ أربع سنوات لم يعد قائما بذاته، حيث تم التخلي عنه لحساب مقاربة جديدة لم تقدم تفاصيل بشأنها. قال”بول فان سان” الرئيس المدير العام للشركة الألمانية: ”بأمانة كانت فكرة إيصال الطاقة انطلاقا من إفريقيا الشمالية هي أساس وجود ديزيرتك ولكن تخلينا عن هذه المقاربة أحادية الأبعاد, ونصبو إلى إرساء أسواق مدمجة تقدم للطاقات المتجددة عدة مزايا”. ولم يستبعد نفس المسؤول التخلي أيضا عن مشروع مماثل يعرف بالمخطط الشمسي الذي اعتُمد بغلاف مالي يقدر ب6 مليار أورو في إطار مشاريع الاتحاد من أجل المتوسط، والذي يتضمن ربط وحدات إنتاج في المغرب العربي بشبكات بأوروبا. وبرر نفس المسؤول التغيّر الحاصل في الإستراتيجية المتبعة في إطار ديزيرتك بإمكانية إنتاج السوق الأوروبية لنسبة تصل 90% من حاجياته من الاستهلاك للطاقة الكهربائية خلال السنوات المقبلة، وهو نفس المبرر الذي يمكن أن يرتكز عليه القائمون على المخطط الشمسي ومشروع ”ميدغريد” للربط بين الشبكات الكهربائية المغاربية والأوروبية. ويأتي تصريح المسؤول الأول عن ديزيرتك ليوقع شهادة وفاة المشروع كما تم اعتماده في مرحلته الأولى والتي اشتركت فيه هيئات ومؤسسات جزائرية من بينها سيفيتال، فضلا عن التوقيع على اتفاقية بين مؤسسة ديزيرتك وسونلغاز، علما أن مؤسسة ديزيرتك تأسست في 2009، بهدف إطلاق أكبر مشروع عالمي لإنتاج وتصدير الطاقة الكهربائية انطلاقا من الطاقة الشمسية المنتجة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والمبادرة هي من إنتاج ”ديزيرتك فونديشن” التي تعد شبكة عالمية من حكومات وشركات ومراكز بحوث تبحث كيفية استغلال الطاقة الشمسية في الصحارى. وقدرت تكلفة مشروع مبادرة ديزيرتك الصناعية 400 مليار أورو (509 مليار دولار)، واستقطب في مرحلته الأولى مجموعة من الشركات المساندة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والبناء إضافة إلى بنوك وشركات إعادة تأمين. ومن بين المساهمين: ”أي بي بي”، ”ميونيخ ري”، ”أبنجوا”، ”دويتشه بنك”، ”ار دبليو اي”، ”اينل”، ”سانت-جوبين”، ”أي أون اتش اس اتش نوردبنك”، ”سيمنس” و”ريد اليكتريكا”. ويهدف المشروع لتطوير طاقة نظيفة في صحارى شمال أفريقيا يمكن أن تمد أوروبا بما يصل إلى 15% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2050. وتشير المبادرة إلى أن الصحارى تتلقى في ست ساعات طاقة تزيد عما يستهلكه سكان العالم في عام. وفيما يرى مؤيدون أن المشروع طموح للغاية، أشار منتقدون إلى المخاطر السياسية في منطقة شمال إفريقيا إضافة إلى مشكلات مثل كيفية نقل الطاقة الكهربائية إلى أوروبا. وتتمثل الخطة في توليد كهرباء من طاقة شمسية مركزة في الصحراء من خلال تكنولوجيا تستخدم المرايا لتعكس أشعة الشمس لإنتاج بخار وإدارة توربينات تولد الكهرباء. إلا أن الأزمة التي طالت البلدان الأوروبية، وعدم انضمام عدة دول أوروبية وارتفاع تكلفتها، فضلا عن توجه العديد من الدول الأوروبية إلى تطوير الطاقات المتجددة، وتحفظات دول الجنوب، كل ذلك ساهم في إعادة توجيه المشروع ليتحول إلى الدائرة الأوروبية فحسب، رغم قيام دول مثل المغرب بالشروع في تطوير المشاريع الخاصة بالطاقة الشمسية: إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية مثلما حصل بين الجزائر وألمانيا.