في الوقت الذي قررت فيه شركة سايبام وتوديني الايطاليتان، مغادرة الجزائر، لا تزال مجموعات ايطالية تظفر بالعديد من عقود التجهيز والانجاز في مجالات متعددة، منها السكن والاشغال العمومية والمنشآت القاعدية، آخرها ذلك الذي حصلت عليه مجموعة أنسالدو . واستطاعت عدة شركات ايطالية في ظرف وجيز، خاصة في اعقاب الزيارة التي قام بها العام الماضي رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماريو مانتي الى الجزائر، في افتكاك عقود على رأسها إقامة شراكة في مجال البناء، ليضاف اليها عقود في مجال التجهيز، آخره عقد بقيمة 40 مليون أورو لفائدة شركة أنسالدو في مجال السكك الحديدية.ويرتقب أن تقوم الشركة الايطالية المتخصصة بتصميم وتوفير وتشغيل نظام الإشارة من الجيل الجديد على السكك الحديدية المكهربة المزدوجة بين تلمسان وواد تليلات ووهران على مسافة 130 كلم. هذا المشروع سيضمن توفير أنظمة أوروبية لمراقبة حركة القطارات, كما تقوم الشركة الايطالية بتوفير تجهيزات ومراكز للقيادة والتسيير المركزي لمدينة وهران. وسبق لمجمع ايطالي يضم أنسالدو أن أنجز في 2007 خط السكك الحديدية بين واد تليلات ووهران الذي سيكتسي أهمية بالغة مع المشاريع الصناعية الجديدة، منها مشروع رونو للسيارات السياحية. وتقوم مجموعة أستالدي أيضا بعدة مشاريع في الجزائر في قطاعات المنشآت القاعدية. منها خط السكة الحديدية بين تيارت وسعيدة على مسافة 153 كلم وشطر الطريق بين واد فضة وخميس مليانة والمساهمة في إنجاز سد تقصبت .وتعتبر الشركات الايطالية السوق الجزائري من بين أهم الاسواق في منطقة شمال افريقيا, حيث تحقق مع الجزائر أهم رقم أعمالها في المنطقة، يضاف الى ذلك أن الجزائر اهم ممون للغاز باتجاه ايطاليا بنسبة 25 في المائة من حاجيات السوق الايطالي، فضلا عن كون ايطاليا أهم زبون للجزائر منذ سنوات رغم تسجيل تراجع عام 2012 . وبلغت الصادرات الجزائرية باتجاه ايطاليا 11.670 مليار دولار أو ما يعادل 15.77 في المائة من اجمالي الصادرات الجزائرية، بينما جاءت ايطاليا ثالثة من بين أهم الممونين بقيمة 4.349 مليار دولار بنسبة 12.56 في المائة من مجموع الواردات الجزائرية .