تطبيقا لمراسلة تلقاها من الوزير الأول، وجه الأمين العام لاتحاد العام للعمال الجزائريين رسالة لقواعده النقابية، دعاهم فيها إلى التكفل بالحركات الاحتجاجية التي تعصف بمختلف القطاعات في البلد. قبل هذا بأشهر استنجدت حكومة عبد المالك سلال بسيدي السعيد وكلفته بعملية إخماد الحركة الاحتجاجية التي اجتاحت يومها جنوبنا الكبير، فقصد صاحبنا ولاية ورڤلة على أمل التحاور مع المحتجين وممثلي المجتمع المدني، وكانت النتيجة أن رفض المحتجون مجرد الحديث مع سيدي السعيد، بل وطردوه شر طردة بعد أن سألوه عن وزنه الحقيقي في الساحة السياسية وعن الجهة التي يمثلها، مع العلم هنا أن كل الجهات الرسمية لم تعد تمثل شيئا في نظر الرأي العام الذي أرهقته المشاكل المتراكمة ووعود المسؤولين غير القابلة للتنفيذ. المؤكد أن سيدي السعيد يعرف حجمه حق المعرفة، ولأنه متأكد بأن لا أحد يقبل التحاور أو الاستماع له، لأن مثل هذا الحوار لن يقدم ولن يؤخر في شيء، فهو لا يستطيع النزول بنفسه إلى الميدان لمحاورة المحتجين، لكنه مع ذلك كلف من هم أقل رتبة منه للقيام بالمهمة، فهل يقبل الغاضبون على أوضاعهم بأي ولاية من الولايات الجلوس مع ممثلي هذا السيدي السعيد والتحدث معهم ومناقشتهم حول قضايا قد لا يستطيع حتى رئيس الجمهورية حلها؟ وإذا كان سيدي السعيد يعرف مثل هذه الحقيقة وأكثر منها، لكنه مع ذلك لا يستطيع بطبيعة الحال رفض تطبيق توصيات الحكومة، لذلك فقد راسل قواعده النقابية مسايرة ونزولا عند رغبة الحكومة، فهل سلال لا يعرف أن تحركات سيدي السعيد وأمثاله قد تعكر الأجواء أكثر مما تحلُّ المشاكل؟ لكن ما دام سلال فعلها وراسل زعيم المركزية النقابية، فهذا يعني أنه ما زال يعتقد أو هذا ما يبدو لنا على الأقل، أنه ما زال لأمثال سيدي السعيد كلمة مسموعة في الأوساط الشعبية، وعليه لا يسعنا إلا أن نبشر الوزير الأول بأن كل مشاريعه ومخططاته وخطواته فاشلة مسبقا لا لسبب سوى لأنه يعتمد على أدوات منتهية الصلاحية للتأثير في الرأي العام وتوجيهه.. نعم يا سي سلال... سيدي السعيد منتهي الصلاحية، لذلك فحتى لو كانت سياساتكم سليمة ونياتكم حسنة فالحصاد لن يكون إلا أشواكا.