أقدم أمس عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية ''سوناكوم'' على قطع الطريق الرابط بين الرغاية والرويبة، مطالبين برحيل سيدي السعيد من على رأس المركزية النقابية المتهم حسبهم ''بخيانة العمال خلال لقاء الثلاثية''، ومن المقرر أن تتوسع الحركة الاحتجاجية نهار اليوم لتشمل وحدتي أنابيب وموبيسكو بالرويبة، وكذا جميع وحدات سوناكوم على المستوى الوطني. عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية، الذين انتفضوا صباح أمس أمام مقر الشركة بالرويبة، قاموا بقطع الطريق الوطني الرابط بين بلدية الرغاية والرويبة طيلة الصبيحة مستعملين الحجارة وأغصان الأشجار، احتجاجا على قرارات الثلاثية التي عقّدت من ''الوضعية المزرية التي يعيشونها بعد رفض الحكومة إقرار زيادات في أجورهم والتي قابلها غلاء المعيشة وارتفاع فاحش في الأسعار''. وفتح المحتجون، الذين دخلوا في إضراب عن العمل منذ الأحد الماضي، النار على زعيم المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد متهمين إياه ب''الخيانة'' في إشارة منهم إلى قرارات الثلاثية. وقال المحتجون إن سيدي السعيد لم يجلب للعمال خلال تفاوضه في إطار الثلاثية أي شيء إيجابي، وقد خان العمال الذين طالما وثقوا به، وردد هؤلاء شعارات مطالبة برحيل سيدي السعيد. كما طالب العمال بإلغاء المادة 87 مكرر وإعادة النظر في الأجر الوطني الأدنى المضمون وكذا إلغاء قرار رفع سن التقاعد. وفي هذا الشأن قال بكاري حمود، ممثل النقابة، إن العمال مستاؤون وغير راضين عن قرارات الثلاثية التي يجب على الحكومة إلغاؤها، خاصة أن العمال كانوا ينتظرون زيادات في الأجور وفي المنح، إلا أنهم تفاجأوا بنتائج الثلاثية الهزيلة جدا والتي لم تكن في صالح العمال خاصة أنها تضمنت قرارات زادت من متاعب العمال لاسيما ما تعلق الأمر برفع سن التقاعد إلى أكثر من 60 سنة. ولامتصاص غضب العمال، قام زعيم المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد بإرسال مستشاره الإعلامي، رشيد آيت علي، لتهدئة الوضع إلا أن العمال رفضوا التحدث إليه وأكدوا أنهم لن يتحاوروا مع غير سيدي السعيد شخصيا. وفي السياق نفسه ذكرت ممثلة النقابة سامية بوجناح، أن الحركة الاحتجاجية ستعرف توسعا اليوم إذ ستشمل وحدتي أنابيب وموبيسكو بالرويبة، إلى جانب توقف جميع وحدات وفروع سوناكوم عبر الولايات كقسنطينة ووهران و تيارت وغيرها... والنقابة تطالب بتنظيم انتخابات لتجديد فرع سوناكوم من جهة أخرى، ذكرت بوجناح سامية ممثلة الفرع النقابي للشركة الوطنية للسيارات الصناعية، فرع السيارات الصناعية ''سوناكوم'' سابقا، أن الانتخابات الخاصة بتجديد الفرع النقابي للشركة لاتزال عالقة بسبب رفض الاتحاد المحلي للرويبة تنظيم انتخابات جماعية للشركة وليس على مستوى كل وحدة مثلما يحاول هذا الأخير فرضه. وأضافت مصادرنا أن هناك محاولات من طرف الاتحاد المحلي للرويبة لفرض انتخابات لكل وحدة في مؤسسة ''سوناكوم'' سابقا، وهو ما من شأنه تكسير المؤسسة وتقسيم العمال ومصالحهم المهنية والاجتماعية. وأكدت المصادر ذاتها أن جميع عمال الشركة ضد هذه الفكرة حيث صادقوا بالإجماع خلال أشغال الجمعية العامة التي تم تنظيمها بتاريخ 2 ديسمبر الفارط على خيار تجديد قيادة التنظيم بالطريقة المعتادة المعتمدة منذ سنة 1980 أي انتخابات عامة يتم خلالها انتخاب أعضاء يمثلون الشركة ككل وليس انتخاب ممثلين عن كل وحدة، علما حسبها أنه تم تسجيل قائمة ترشح ب54 اسما 34 منها مع تنظيم انتخابات عامة، إلا أن الاتحاد المحلي للرويبة تجاوز المهلة القانونية الخاصة بتجديد قيادة التنظيم المنتهية عهدته في فيفري الماضي، حيث لم يقم بنشر تاريخ إجراء الانتخابات إلى يومنا هذا، وهو ما يؤكد وجود تلاعبات من أجل فرض قيادة جديدة عن طريق المحسوبية والمحاباة، تضيف المصادر نفسها، ستعمل على خدمة مآرب شخصية لأطراف معينين من المؤسسة. وأشارت المصادر إلى أنه تمت مراسلة المركزية النقابية، حيث تم توجيه مراسلة إليها بتاريخ 11 جانفي 2009 لإيجاد حل للمشكلة الحاصلة والتدخل لدى الاتحاد المحلي للرويبة لتجديد قيادة التنظيم عن طريق انتخابات عامة، وتمت مرافقة المراسلة بوثيقة تتضمن توقيع 1300 منخرط في النقابة من أصل ,2487 علما أن هذا الرقم، تضيف المصادر نفسها، قد ارتفع إلى 2000 منخرط، مطالبين بانتخابات عامة. وقام بعدها الأمين الوطني المكلف بالإدارة والمالية بتوجيه مراسلة طالب فيها رئيس الاتحاد المحلي مسعودي بتنظيم انتخابات عامة، إلا أن هذا الأخير رفض تطبيق ذلك إلى غاية اليوم.