قال صلّى اللّه عليه وسلّم: “الدُّنيا دار مَن لا دار له، ومالُ مَن لا مال له، ولها يجمع مَن لا عقل له”، أخرجه أحمد من حديث عائشة رضي اللّه عنها، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “الدُّنيا ملعونة، مَلعون ما فيها إلاّ ذاكِرًا للّه، وعالمًا أو متعلِّمًا”، أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه. وينبغي أن يُفهَم من هذا الحديث أنّ الدّنيا الملعونة هي المكتسبة من غير الأوجه الصّحيحة والمباحة، فالحديث فيه تحذير من ذلك، وليس على الوجه الّذي يتبادر إلى فهم بعض النّاس. قال عليه الصّلاة والسّلام: “مَن أصبَح همّه الدّنيا شَتَّتَ اللّه عليه أمره، وفرَّق عليه ضيعته، وجعل فقره بين عيَنيه، ولم يأتِه من الدّنيا إلاّ ما كُتب له”، رواه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت رضي اللّه عنه بسند جيّد، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “الزّهادة في الدّنيا تُريح القلب والبدن، والرّغبة في الدّنيا تكثر الهمَّ والحزَن، والبَطالة تقسي القلب”، رواه الطبراني، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “نَجَا أوّل هذه الأمّة بالزُّهد واليقين، وسيهلك آخرها بالحِرص وطُول الأمَل”، رواه المُنذري من حديث عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما. الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني