على بعد 5 كيلومترات شرقا من مقر عاصمة الزيانيين تلمسان، في اتجاه مغارة بني عاد العجيبة ببلدية عين فزة، تنتصب شلالات “الوريط” شامخة متدفقة من سفح جبال تلمسان, تزيّنها تحفة عمرانية هندسها المعماري الفرنسي الشهير إيفل صاحب برج إيفل الشهير بباريس. إنه جسر إيفل الذي تتدفق بالقرب منه شلالة “الوريط” هذا المكان الساحر والكنز الطبيعي غير المستغل الذي سحر الملوك وألهم الشعراء والفنانين منذ القدم, حيث تواترت الأخبار في التراث الثقافي التلمساني، أن ملوك بني زيان كانو يقضون عطلهم وأعيادهم برفقة عائلاتهم تحت ضلال شلالات الوريط المتدفقة. وظلت العائلات التلمسانية تنتقل الى المكان الساحر في الأعراس والمناسبات. واختلفت الروايات حول أصل التسمية الوريط وأرجحها أنه تحوير لكلمة عربية أصيلة هي لو رأيت؟ ومع مرور الزمن وتداخل اللهجات تحولت الى الوريط الذي تغنى به شعراء تلمسان وفنانون كبار منذ القدم مثل بن سهلة والشيخة طيطمة وحتى الراحل أحمد وهبي. هذا الموقع السياحي الطبيعي تحوّل الى مكان مهجور ومشبوه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بعد سنوات الجفاف، ثم سنوات الأزمة الأمنية. وقد عزفت العائلات وقتها على الذهاب الى الوريط لتعود اليه الحياة بعد قرار والي تلمسان منذ 7 سنوات بمنع تسويق الخمور وغلق الحانات واسترجاع المكان للعائلات والنشاط السياحي. ولكن للأسف يلاحظ زوار”الوريط“ تدني الخدمات المطعمية والمرافق وغياب رقابة مصالح الدولة من قطاعي السياحة والتجارة. بعض السواح الأجانب التقيناهم بالمكان, أبدوا إعجابا بالمكان خاصة بعد عودة الشلالات الى التدفق بفعل فيضان سد المفروش بأعالي تلمسان. وبمقابل هذا الإعجاب، أبدى هؤلاء أيضا حسرة لتدهور الخدمات وقدم هياكل الاستقبال.. أحدهم قال هل يعقل أن المياه تتدفق أمامنا ومراحيض المطاعم لا تتوفر على الماء؟