تحاول المخرجة مينة قصار على مدار 52 دقيقة من الفيلم الوثائقي ''على خطى طيطمة''، التعبير عن إعجابها الكبير بسيدة الأغنية الكلاسيكية الجزائرية، خاصة في الجانب المتمرد في شخصيتها، وكيف استطاعت الشيخة طيطمة أن تفرض نفسها على الساحة الفنية في عشرينيات القرن الماضي، إذ عرفت شهرة منقطعة النظير ولكنها في نفس الوقت عاشت خمس سنوات منفية في مدينة فاس المغربية بأمر من وجهاء المنطقة التي عاشت فيها. وفي العرض الشرفي للفيلم الذي أقيم يوم الأربعاء المنصرم، بالمركز الدولي للصحافة بتلمسان، صرحت المخرجة أن شخصية طيطمة تستحق أن تبرز وترى أنها تعكس بحق خصوصية المرأة الجزائرية القوية والتي دائما تجدها واقفة من أجل الوطن، حيث سلط الفيلم الضوء على مسيرة الراحلة طيطمة التي تركت بصمتها جلية في فن الحوزي باعتبارها رائدة هذا الفن في الجزائر. وقالت المخرجة إن صعوبات جمة تعرضت لها خلال إنجازها للفليم، ومن بينها ندرة صورها وأسطواناتها وأهم أغانيها التي اشتهرت بها، ودعمت عملها بنقل شهادات من مؤرخين وموسيقيين ومحبي الفنانة في ذلك الزمن البعيد. وتناول الفيلم الذي عرض في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية ,''2011 مسيرة سيدة الحوزي الراحلة طيطمة ذات الأصول التلمسانية المولودة سنة 1891 والتي تعد من القلائل الذين تناولوا التراث الأندلسي والحوزي والعربي على السواء، كما أتقنت العزف على عدة آلات موسيقية منها العود، الكويترة والكمان، كما اشتغلت لسنوات طويلة مع الراحل عبد الكريم دالي وأنجزت معه ثنائيات رائعة، ليبقى في رصيدها 30 أغنية. اسمها الحقيقي تيتمة ثابت ولقد دخلت الساحة الفنية بالموسيقى التلمسانية النسوية المسماة ''الحوفي'' علما أن هذه الموسيقى هي دندنة تشبه غناء الأم لرضيعها عند النوم. سطع نجم طيطمة بفضل صوتها الساحر وكذلك لإتقانها العزف، إضافة إلى ثقافتها، حيث كانت تجيد اللغة العربية الفصحى مما ساعدها على سرعة حفظ وإتقان القصائد، كما ساعدتها هجرتها نحو المغرب سنة 1914 على اكتساب مهارات فنية جديدة. عملت طيطمة مع أوركسترا عمر بخشي، كما انضم إليها عبد الكريم دالي وعازف البيانو جيلالي زروقي الذي بقي وفيا لها وصاحبها في كل حفلاتها التي أقامتها في الجزائر والمغرب وفرنسا، وتميز جيلالي بعزفه وتألقه في الاستخبار بأنماط الزيدان والموال والسيكا، لقد وجد جيلالي ضالته في صوت طيطمة ما جعلها تقفز قفزة نوعية في فن الحوزي الجديد بقصائد لابن المسيب واليعقوبي ومحمد بن سهلة وبن تريكي وأحمد زنقلي. أدت طيطمة أيضا قصائد ذات طابع أندلسي خاصة بعد انضمامها إلى أوركسترا سمفونية أوروبية كانت تنشط بمدينة وهران. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك