وقد أعادت هذه الشلالات بصوتها الرقراق ونصاعة مياهها الصافية إلى الوريط الواقع بين جبال وسفوح تلمسان رونقه الطبيعي الخلاب الذي فقده منذ قرابة 20 سنة بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، وتسبب في نضب العيون والينابيع وتراجع الشلالات• وهذه الشلالات التي حركت فيما مضى أحاسيس الفنانين وهيجت عاطفة الشعراء وتغنى بها المطربون، صنعت مجد المنطقة في المجال السياحي لاقترانها في تدفقها بجسر "غوستاف إيفل" العابر لهذه المنطقة الجبلية لتشكل صورة طبيعية رائعة تشد الناظرين وتجلب الزائرين• وحسب مديرية الري، فإن انتعاش الشلالات جاء بعد امتلاء سد "المفروش" الواقع بأعالي جبال تلمسان بطاقة نظرية تقارب 17 مليون متر مكعب، واضطرار الجهات التقنية المشرفة على السد لإطلاق المياه الفائضة لتسكب عبر وادي المفروش وتتدفق في شكل شلالات في وادي الوريط الذي يكب بدوره في سد السكاك الجديد• كما كانت لهذه الأمطار الآثار الإيجابية على منسوب غار "بومعزة" ذي الاغوار المائية العميقة والجيوب المتناثرة بناحية "الحبالات" جنوبتلمسان، مما سمح بتدفق الجداول وتفجر الينابيع وخلق منظر طبيعي ساحر بالمنطقة• للتذكير فإن هذه المعالم الطبيعية التي تزخر بها المنطقة قد شجعت الجهات المشرفة على قطاع السياحة لاستثمارها من أجل استغلالها في تجسيد مشروع إرساء قواعد "القطب الامتياز السياحي" الذي حظيت به الولاية من أجل إنجاز مشاريع هامة و واعدة بالنسبة للقطاع، وبالتالي تحقيق على المدى القصير أهداف و مطامح المخطط التوجيهي للتنمية السياحية لآفاق 2025 حسب مدير السياحة لولاية تلمسان• وأضاف المتحدث أن مصالحه قد اقترحت 9 عمليات في إطار ترقية السياحة بالولاية منها تهيئة وإعادة تأهيل بعض المواقع السياحية مثل " الوريط " (تلمسان) بشلالاته المتدفقة الذي كان في السابق قبلة للسواح والمتنزهين و"مغارات بني عاد" التي تعد تحفة طبيعية رائعة، ومحطات الحمامات المعدنية الشعبية مثل "سيدي العبدلي" و "حمام الشيفر" و"مخالد" ببلدية بني خالد، بالإضافة إلى المطالبة بتصنيف بعض المواقع و المعالم الأثرية لحمايتها•