صرح الطاهر عكوش، رئيس حركة أبناء الشهداء الأحرار والناطق باسم الوفد الذي استقبل، أمس، من طرف الرئيس السابق اليامين زروال، في لقاء دام قرابة ثلاث ساعات (من الثانية و45 دقيقة إلى الخامسة والنصف مساء)، بأن الرئيس زروال لم يرفض ولم يقبل المقترح المقدم من طرف هذه الحركة وعدد من التنظيمات المختلفة، بما في ذلك حركات وجمعيات المجتمع المدني. أوضح الطاهر عكوش بأن الحوار الذي دار بين الوفد المشكل من 15 فردا ورئيس الجمهورية الأسبق، تمحور حول محاولة إقناعه بقبول مهمة الإشراف أو المشاركة، ومن ثم العودة إلى منصب الرئاسة، لكن هذا الأخير لم يعترض ولم يوافق على هذا المطلب، مصرحا لهم أنه يوجد في سن متقدمة، والأجدر أن تسند المهمة لإطارات شابة، لأن الجزائر شابة، مثلما أكده المتحدث، الذي أشار إلى أن زروال وعدهم بتقديم كل ما عنده للوطن إذا اقتضى الأمر. وعما إذا كان النقاش قد تمحور حول وجود خلل في تسيير شؤون البلاد بسبب غياب رئيس دولة لمدة شهرين، رد عكوش بأن رئيس الجمهورية الأسبق أشار أن هناك مؤسسات دولة هي التي تشرف على تسيير هذه الفترة، والجزائر تملك رجالا لتسيير أصعب الفترات، متمنيا في السياق ذاته الشفاء العاجل للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكانت الوفود التي قدمت من 25 ولاية تضم في صفوفها ممثلين قدموا من ولايات الجنوب، على غرار إليزي وأدرار وتمنراست وغرداية، وقد بدأت بالتواجد أمام مسكن الرئيس بحي بوزوران بمدينة باتنة في حدود الساعة السادسة صباحا، حيث كانت وفود خنشلة، أم البواقي وقسنطينة أول الوفود التي وصلت إلى المكان، مع تسجيل حضور قوي لأبناء الشهداء من ولايات تيزي وزو، البويرة، بجاية وبومرداس، حيث حمل الكثير منهم صور الرئيس وبعض الشعارات التي تطالب بعودته كما هتفوا باسمه، ما جعله يخرج أمام باب “فيلته”، ويقوم بتحيتهم ومعانقة البعض منهم وسط زغاريد بعض النساء اللواتي كن حاضرات، ما جعله يذرف الدموع، شاكرا حضورهم وثقتهم. وتحدث الرئيس للمتعاطفين معه قائلا إن الجزائر أنجبت الكثير من الرجال، ويجب عليهم أن يقدروا ظروفه، لأنه في الثانية والسبعين من العمر، وحان الوقت لأن تسند شؤون البلاد لأبناء الشعب من الشباب، وأن يفسح لهم المجال كي يتولوا هذه المهمة، مقدما مثالا عن نفسه الذي بدأ في خدمة الوطن وهو في سن السادسة عشرة لما صعد للجبال استجابة لنداء الثورة. وقد عرف هذا التجمع، الذي شارك فيه نساء ومسنون وشباب وحتى أطفال، أمام مسكن الرئيس اليامين زروال، حضورا أمنيا وإعلاميا، واجهته مصالح أمن الرئاسة بتسهيل مهمة الصحافيين وكل الحضور، دون بروتوكولات رسمية، في الوقت الذي أكد مصدر أمني أن الرئيس زروال أمر بتوفير مياه معدنية للمئات من المتعاطفين الذين يوجد من ضمنهم من كانوا في لجان مساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وعن سبب وجودهم ضمن هذه القوافل، قال بعضهم إنهم خذلوا من طرف الرئيس بوتفليقة ومن طرف من حوله الذين أدخلوا الجزائر في صراعات جهوية لم تكن من قبل.